٢٢

508 40 10
                                    

زَارا كَانت تُضاجع جِيري ، هذا مَا عَلمه زَين مِن خِلال تَحليلاته نَظراتهما المُتبادلة ، أقلها مِن نَظرات جِيري لِزارا ، هُو كان وَاقعا بِحُفرة حُبها ، بَينما هِي كَانت تُعامله كَالعِلكة ، تَمضغه و تَستلذ بِه ، ثُم تَبصقه أرضا.

هو زَم شَفتيه للِفكرة ، نَاظرا نَحو كُوب قَهوته الساخن ، هو لَيس رَفيقا مَع القَهوة لَكنه أشتهاها اليوم ، رائحتها و طَعمها و تَركيبتها تُذكره بِليام و تُعذبه كُلما تَذكر مَوعده ، لَكنه كَان مؤمنا أنه إستحق هَذا العَذاب بِجدارة.

إبهامهُ كَان يَمسح عَلى حَافة الكُوب بِخفة ، مُتذكرا مَلمس شَفة لِيام ، طَعمها و حَلاوتها ، إبتلع لُعابه قَبل ان يَسيل مِن فرط إشتهائهُ شَفته ، لَكنه لا يَستحقها ، لِذا الان هو يَملك مِصباح في حِنجرته ، يَمنعه التَنفس و سَد في عيناه يَمنعه البُكاء.

هُو كَان كَمن يَختنق فَوق القَمر ، لا سَبيل لَه ، و كَنحلة تَحترق في خَليتها ، لا دموع و لا دِماء تُطفي الشرارة ، و ما الحسرات الا وَقود يُسكب فَوق الشَهد.

هو فِعلا لا يَعلم كَيف سَينظر بِعينا لِيام بَعد أن تَنتشر صُوره و مارينا ، هو و لِلحق ، لا يَكرهها ، فهي مُضحكة و كَاتمة أسرار جَيدة و لُربما لَتعاون مَعها فَنيا إن لَم تَكن "حَبيبته".

لَكنه غَاضب مِنها لِأنها جُزء مِن هذا ، غاضب مِن نَفسه و مِن العالم ، مِن الغباء و إيفروديت ؛ هِي جَعلته سِلعة مُنذ أن وَرست عَيناه الدُنيا ، و كآدم حِكايته ، هو لَطالما إنتمى إلى السماء ، سُلَّمه لَم يَكن تُفاحة مُحرمة ، بَل كَان وُجوده و إختراعه ، تَقول إيفروديت أن الرب عَجنه بِعجين المَعصية ، هو خُلق لِيكون أسود و لِيمت إيا ما تَقع عَليه يَداه.

لِذا هو شَعر بالضِعف يُباغته و يُحوطه كَقط بَين الكِلاب و كَرُمانة بين اللَيمون و إن كان مَلك المَوت يَملك يَداه و قَلبه و إن كَان المُحيط قَد أغرقه بالمَعصيات و إن الشَمس أوشمت جَسده باللعنات ، كَيف له أن يَهرب؟ و كَيف لَه أن يُحافظ على بُنيتاه مِن الكَسر و التَلاشي؟

كَيف لَه أن يَتطهر و لِدماءهُ تَنتمي كُل المُنجسات؟

هُو تَنهد تَنهيدة مَهزوزة بِحبل رَقيق إن كُسرت لَسقطت دُموعه زِفتا أسود ، كَيف له أن يُبرئ نَفسه مِن نَحر مَن يَرتدي دماؤه قُفازان؟

-حَسنا ، سَنجعل الأمر كأنك خَرجت مَعها فِي نُزهة وَردية و المُصورون هُم الذُباب الَذي يَجتمع حَولكم ، نَحن سَنتصل بِهم حَالما تَخرجون ، إتفقنا؟

أملت زارا أوامرها تَقرأ الأوراق بِيدها ، جَيري كَان يَتأملها و ازرار قَميصها الاولى مُتفرقة ، زَين لاحظ أن جَيري فِعلا يُحاول أن يُخفي إعجابه بِها لَكنه كَان مَكتوب بِعيناه كَعنوان جَريدة ، كَبير و واضح.

تَصفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن