٢٧

853 34 55
                                    

"أهلا و مَرحبا بِكم سَيداتي سَادتي في حَفل الأن أم إي -NME- السَنوي ، يُمكنكم الإستماع إلى البَث الحَي للِحفل مِن خِلال مُتابعة مَوجة ٣٠٣ عَلى أف أم رادِيو ، أنا لِيو و هذه زَميلتي جَازمن ، اللَيلة حَافلة و سَيتم تَغطيتها تَماما بِواسطتنا..."

إستمع زَين إلى المَوجات النَابضة مِن الراديو ، هو كَان يُصحح مِكياجه أمام المِرآة و هُو إستطاع إستشعار الحَرارة النَابعة مِن المَسرح.

شَعره كِان يَصل إلى أكتافه و يَستلقي فَوقها ، مُحد العِيون الأسود جَعل مِن عَيناه الجِريئة أكثر جُرأة ، هُو لَيس و كأنه يَملك وَجها مَعجونا بِالمِكياج ، لَكنه أضاف بِما فِيه الكِفاية لِيجعله فاتنا و سَيئا ، كُل ما إحتاجه هو مُحدد عِيون ، أحمر شِفاه خَافت و أظافر مَصبوغة بالأسود.

إيفروديت نَظرت لَه في المِرآة و هو إستطاع رُؤيتها خَلفه ، كَانت فَخورة بِه و الطَريقة التَي سارت بِها الأمور تَجعلها تِبتسم كَما لو كَانت عَشيقة الرَب ، كَانت سَعيدة بِلا أدنى شَك.

-أوه ، أُنظر إليك ، إجمع وُجوهك زَين و لَملم جِراحك بِسلة ، نَحن الآن ، سَنجملك.

هِي أدارت كُرسيه و راحت تَعبث بِشعره تَطبع قُبلا رَطبة أسفل فَكه ، كَانت كَمن تَبُخ العِطر على عَشيقها ، لَكن زَين يَعلم أن الأمر لَيس كَهذا ، لَيس و كأنه سَيحضى بِأثدائها بَين كَفيه اللَيلة ، لَكنه لَم يُمانع النَظر و اللَمس.

إيفروديت لَم تَكن تِلك التَي تَرتدي الثِياب المُميزة فِي سَبيل تَسليط الأضواء نَحو فَمها و أردافها ، هي كانت قَد وُلِدت مَع تَلك الأضواء ، شَعرها المُجعد الأسود ، شِفاهها المُمتلئة القَريبة مِن أن تَكون كَبيرة ، كَانت مَرسومة كَأمواج المُحيط المُقدس ، رُموشها طَويلة و كَثيفة كَسعف نَخلة سَقط عَليها دِهان أسود ، و أخيرا عَيناها الخَضراء الوَاسعة.

جَسدها كَان كَالساعة الرَملية ، هو كِان مُغريا و ذا مُنحنيات لَكن حَالما تَسقط لَه ، فأنت سَتُدفن بِرمال سَاعتها.

هو ألقى نَظرة على ثَوبها الظِلالي الأسود ، على أثدائها تتَدلى كَفاكهة نَاضجة و على رَائحتها المُسكرة.

-أُوه ، أُنظر إليك ، تَبدو كَبجعة سوداء مُشوهة ، لَربما يُمكنك أخذ الدور الآن في بُحيرة البَجع ، او بِشكل أصح ، لَرُبما بُحيرة البَجع كَانت قَد كُتبت لَك وَحدك؟

هِي هَمست مُبتسمة بَينما تَضع لَمساتها الأخيرة ، هو يَعلم إنها و بَأعمق نُقطة مِن بُركانها الخَامد ، كَانت هُناك شَرارة تَشمت بِه ، كَيف أُخذ قَلبه أمام عَيناه و رُمي بِوجهه ، هِي كَانت تَضحك سَعادتها على دُمعه و أنينه.

-إجعل مِن دُموعك طِلاء رَسم ، و أُرسم السَعادة المُستحيلة ، أُرسم عَدن و بَابل ، و إضحك لِأملً وَرقيّ مُزيف.

تَصفيقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن