الجزء 32

2.1K 27 0
                                    


عارفين من كترت ما بقيت مدمنة للظار والشيوخ يوم قاعدة لقيت اني بقي عمري 21 سنة يعني لي في القرية خمسة سنوات شفتو السنين دي بتجري كيف من دون الزول يحس بيها .. ضيعت عمري في اللاشي .. بقيت اليد اليمين لي حريرة ومرات بقوم بي حفلة الظار براي كلها بعمل حفلات ظار خاصة وعامة وكمان بقيت برمي الودع وكتير انا وحريرة والسرة بنسافر القري التانية عشان نرمي الودع ونشيل عليه قروش .. اخبار اخواني انقطعت نهائي بقو ما بجو القرية .. وابوي بقي درويش من اخواني التؤم ماتو .. عارفين يعني شنو درويش ؟ يعني زول الله بقي في اي مكان بمشي وبقعد وبنوم ما جايب للدنيا خبر .. يدخل اي حتة عشان ياكل او يشرب .. اول اعمامي كانو بتابعوه وبجيبوه تاني بقو ما شغالين بيه .. ومرتو الفقر دي ولا اشتغلت بالفارقة .. وانا ما في يدي حاجة بس بدعي انو الله يحفظو ويحميه .. اخوي عمر الكبير سمعت من اعمامي مشي كوستي وبقي تاجر هناك وساق معاه العقربة مرتو دي .. اما اخواني التانين ديلك ما عارفاهم ميتين ولا حيين .. ماما من يوم مشت ما اظنها جات ولا عارفة اولادا ماتو ولا عارفة عننا شي .. بعد مرض ابوي سرقته من حريرة قروش اتسحبته امشي الدكان اشوف لي رصيد اتصل علي خالي احكي ليه يكلم ماما .. ما كنت عارفة انو عثمان شافني شايلة التلفون مشي بي وراي من دون احس بيه وجا جاريني من شعري ضربني وكفتني وجو تمو الباقي في البيت .. قلعو مني الموبايل .. وبقيت زي الخدامة في البيت ملطشة ليهم .. ما قادرة استحمل الزل والاهانة منهم دا كلو عشان بكرهو ماما .. ضيعونا وضيعو حياتنا الحلوة بقت لي خيال خيال زي الحلم وفي لحظة صحيت منو .. وآخر الاتوصلو ليه جو اتفقو من وراي دايرين يعرسوني لي عثمان قالو خلاص كبرته ومافي زول بعرسني غير ود عمي يغتي قدحو .. سمعت الكلام بالصدفة وقلت انا ما خسرانة شي تاني وجيت واجهت اعمامي وهو قاعد قلت ليهم انا تميت اكتر من ١٨ سنة يعني ولي لي نفسي براي وانا ما بعرس عثمان كان تدفنوني وما عايزة اعرس زاتي .. اعمامي جاطو فيني وعمو ابراهيم لحقني كف بي يدو اتزكرته ماما ورديت ليه الكف .. جا عثمان العامل فيها راجل ويتراجل علي مرا ضربني لما نزفته .. قربته اموت واتمنيت اني اموت في اللحظة ديك .. كتمو علي القصة وجابو المساعد الطبي في البيت كان كل يوم بجي يغير لي الجرح ويمشي .. حريرة قالت ليهم ديل الاسياد ضروها لانو بقت ما بتلبي طلباتهم وبقت معاكساهم وابت تسمع كلامي .. خلوها لي بسوقا لي فكي نقعد التلاتة شهور واجيبا ليك ست بيت .. كنت مغلوبة علي امري ودمعتي في عيني .. شلنا هدومنا وجينا الغرب لي فكي من الفكية قالو معروف بعالج .. وانا شديدة ما عندي شي بس حسد حريرة وسعدية الخلاهم عايزين يدمروني بأي طريقة .. كفاية شتتو ناس بيتنا ودمرو حياتنا .. ولسه عايزة تضرني بعد العملتو فيني .. سافرنا والمشوار كان بعيد خلاص جينا للغرب .. جينا لي سيد الريحة الفتح خشم البقرة زي ما قالت حريرة أصلا بتأمن بيهم اكتر من الله .. قعدنا اسبوع ما قدرنا ندخل من كترت الناس الشفناهم ديل كل زول جاي يشوف نفسو .. المشلول العايز يمشي .. والعيانة .. والمجنون المربطينو بره ومخلينو في الشمس .. البت العايزة تعرس ودي انطبقت فيني حريرة جايباني عشان قالت راكبني جن عاشق ما بخليني ادور العرس (بسم الله الرحمن الرحيم) وفي المطلقة العايزة تادب طليقا .. والعايزة تضر جارتا عشان قالت فيها كلام .. والدايرة تربط راجلا عشان ما يعرس فيها .. والخاته عينا في راجل ودايرة تعرسو .. بقينا منتظرين دورنا بنوم في البروش وفي الارض ساي لما ما نلقي لينا مكان .. ناكل في الكسرة بي البليلة وباكل فيها مجبورة من الجوع .. نشرب في موية الحفير ما عندهم موية .. بقينا زي الحمير والغنم واحد بنشرب معاهم .. انا بقرف وبستفرغها وبضطر اشربا غصبا عني .. قالو دا علاج .. وحريرة تشيل في الطين من جمب الحفير وغصبا عني اكلو معاها قالت كان الشي الفيني دا يفك مني .. بعد شهر من القعاد حتي قدرنا ندخل عند الفكي .. من جينا داخلين كانت الواطا شوية مضلمة وريحة البخور بس طلعنا شباشبنا ودخلنا حفيانين .. سلمنا علي يدو ورجلو وقعدنا في الواطا .. قال لي حريرة بي إسما البنية مالا يا حريرة .. قالت ليه خير يا شيخنا خير علا جيناك للعرس البت ما عايزة تعرس وانا قلت راكبا جن عاشق ولا شيتن ما معروف واحدة كتبتا ولا شربتا حاجة .. جيناك من بعيد خلاث كان تشوفلنا الخيرة بتاعتا .. بقيت من جواي بتعوز وخايفة .. رمي البخور .. شال ليه ورقة كدا وبقي يعمل ليه في رموز ما فهمت منها شي ولفاها وقال ليها بخريها بيها .. وطلع ليه باقة فيها حاجة لونا بنية كدا قال ليها وتشرب من دي .. وارجعو لي تاني .. طلعنا منو وزي ما قال ليها الفكي بخرة صباح وبخرة مساء وبالليل بشرب من الموية اللونا كيف كيف دي .. بدت ترجع لي الهلاويس ديك تاني الثعابين السودا النازل من سنونا دم والعقارب والكلام والعب الاسود التخين الما عندو راس دا .. بقوم اصرخ وابكي بس .. كرهتا حياتي شديد والمتاهة الدخلت فيها وما عايزة تنتهي دي .. نفسياتي بقت كعبة كعبة ساكتة وسرحانة علي طول باكل شوية وبنوم ولا اسرح تاني .. عدت التلاتة شهور ونحن داخلين وطالعين عند الفكي .. نادونا للجلسة الاخيرة بعد خلصته البخرات والمحاية دخلنا قال لي حريرة اني عندي عارض بمنعني من العرس والعلاج بسيط ما محتاج قعاد قال ليها تاكل الظهرة (الظهرة البظهرو بيها الهدوم البيض او الجلاليب) .. من دون انتبه لي روحي قلت ليه ظهرة شنو الباكلا انت عايز تقتلني .. انتي يا حريرة صج ضربتني وقرصتني في يدي وبقت تتعزر للفكي اصلها صغيرة وعايشة بره السودان ما بتعرف حاجة اعفي ليها اعفي ليها وجرت سلمت علي يدو ورجليه .. قالت ليه اها وبتعمل شنو .. قال ليها بتطرد ليها الجان الساكنا والعارض الفيها .. قلت ليها ما باكل اي ظهرة ولا حاجة ما جاهلة انا .. .. قالت ليه اها يا يابا الشيخ البت عندية وما بتسمع الكلام ودايرنا تعرس القدرا بقن بي اولادن هسع .. قال ليها تاني مافي علاج الا الضرب بي سوط العنج عشان اطلع الجن الساكن فيها دا .. اتخلعته طوالي وشفته السوط معلق بي وراه بقيت منططه عيوني جابت ليها ضرب .. قلت ليه خلاص خلاص باكل الظهرة احسن ..حريرة طلعت القروش وغمتتها ليه تحت مخدتو غايتو شفتهم كتاااار .. من جواي قلت ليها الله ياخدك وينتقم منك يارب .. المهم رجعنا جينا تاني القرية الفقر دي بقيت ما قادرة اسكن فيها قدر ما اشوفا بتزكر اخواني الماتو وابوي ونفسيتي بتتعب زيادة لما بقيت ضعييفة ومسودة .. بقيت في موضوع كل يوم بخرات والسرة تسففني الظهرة بالغصب .. طعمها وريحتها كعببة زي حجارة البطارية البكونو نافدات ديلك وبطلعو مادة سودا كدا .. اول كنت بمسكا في خشمي بس بقت تفتحو لي عشان تشوفني لو ببلعا .. ووقت اكلها اليوم كلو بطني بتكون واجعاني شديد لما اتلولو منها وادردق في الارض .. قالت دا الجن الراكب فيني دا ما عايز يطلع .. بقيت كل يوم بستفرغ شي اسوود وما بقدر اكل كويس .. لما رقدته السرير ما بقدر اقوم ولا افتح عيوني بس بهضرب بي كوابيس وناس اشوفهم شايلين جنازة وشايلين حبالة قالو دايرين يشيلوني معاهم بقوم اصرخ واكورك وبقعد ارجف .. مافي زول بشتغل بي كتير غير يجيبو البخور والبخرات يبخروني برتاح بعدها وبنوم .. قمته يوم من الصباح وسامعة جوطه ودخلة وطلعة ماياها في البيت .. عندي حركة اني اتصنت براحة في الكلام البقولوه .. عرفته منهم انهم بجهزو لي عقدي ل عثمان وماعايزين يكلموني .. عملت روحي رايحة وجيت طالعة عليهم قلت ليهم الليلة مالكم جايطين قالو لي بت عمك صالحة جاها عريس وحددو العرس بكرا ان شاءالله بعد صلاة الجمعة .. هيي قلت ليهم مبروووك النمشي ابارك ليها ربنا يتم ليها علي الخير .. شفتو الخسة والحسد والحقد وصل بيهم وين .. قلته بعمل ليهم زي ما بعملو وكان اصدمهم صدمة عمرهم ..

يتبع...

بيت الزارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن