فى منزل الحاج رضوان العيسوى ............
يجلس فى مكتبه وعقله يراجع كافة الأحداث التى زعزعت الهدوء الملتف حول منزله فى الأونة الأخيرة , أخذ يفكر أن شمس ورائها قصة طويلة وأسرار مخبأة لو خرجت للنور لأحدثت ضجة كبيرة .
وكأى أب محب وحنون على عائلته طلب من شمس أن يتحدث معها قليلا عن حياتها فهو لم يقتنع بالكامل أنها فاقدة للذاكرة بل يشك أنها ربما هاربة من شيئ ما فالشيب فى رأسه لم يأتى من فراغ فهو قد اكتسب خبرات عديدة طوال سنوات عمره الخمسون, ولكنه أيضا لم يرد أن يظلمها بظنونه .
بينما فى الأعلى تجلس شمس على السرير الواسع فى غرفة نور تكاد تصاب بأزمة قلبية من طلب الحاج رضوان بالحديث معها وأخذت الظنون تعصف بعقلها هل يا ترى علم عنها شيئ وهل ان علم سيسلمها للحكومة , دعت الله كثيرا ألا يكتشف شيئ فهى بريئة ولم ترتكب تلك الجريمة البشعة , على الرغم من الندم الذى تشعر به جراء كذبها على تلك العائلة الطيبة التى لم تر منها الا كل خير ولكنها مضطرة لفعل ذلك فهى لا تريد الموت ظلما لا تريد أن تتعذب فى السجن .
هدئت نفسها قليلا وأخذت نفس عميق ثم زفرته ببطأ عله يخرج معه ما يجيش بصدرها من ألام وهموم , استقامت من جلستها بهدوء يناقض العاصفة بداخلها وتوجهت للخارج تقدم قدم وتؤخر الأخرى متجهه ناحية مكتب الحاج رضوان .
دقت على الباب بهدوء وما هى الا ثوان حتى أتاها الإذن بالدخول , دخلت بخطى بطيئة نوعا ما ثم توجهت للجلوس على الكرسى المقابل لمكتبه بدون التفوه بحرف بينما نظر لها الحاج رضوان نظرة عميقة كأنه يحاول الدخول الى عقلها وكشف الحقائق , توترت هى من هذه النظرات التى تجذم أنها بعد قليل ستفعلها على نفسها من كم التوتر الذى يغلفها من كل مكان ولكنها تماسكت بصعوبة وحاولت الظهور بمظهر قوى على الرغم من هشاشتها من الداخل .
فى الخارج يقف علي على الباب فى محاولة منه للإستماع بما يدور فى الداخل لكن أماله تحطمت عندما هبط كف أحدهم على رأسه من الخلف فانتفض مفزوعا لإعتقاده أنه أخوه جاسر ولكنه وجدها أخته الشقية نور .
نور بخبث : واقف عندك بتعمل ايه يا علي .
علي بارتباك : ها لا مفيش دا الدكتور قالى أقف فى حتة طراوة .
نور كاتمة ضحكتها : وهى الطراوة قدام مكتب بابا .
علي بنفاذ صبر : خلاص خلاص واقف يا ستى عايز أسمع بيقولوا ايه ارتحتى بقه .
نور : وأنت متعرفش يا أستاذ يا محترم يا بتاع المدارس ان التصنت حرام ولا مختهاش فى الكيلاس .
أنت تقرأ
متهمة مع وقف التنفيذ
Romanceبريئة وسط غابة من الذئاب لا تفقه فى عالمهم شيئ فضولها من أوقعها فى طريق من لا يرحم ظلمتها الحياة فهل سيظلمها هو الأخر وهل ستقدر أن تتعايش من تحكمة وتملكه الشديد .......