الفصل السابع عشر

7K 287 10
                                    

فى مكان بعيد عن مصر ..

يجلس فى حديقة قصره الواسعة المليئة بالأشجار وجميع أنواع الزهور بكل كبرياء ورشاقة فهو على الرغم من سنوات عمره الثمانية والخمسون الا أنه ما زال يحافظ على رشاقته ولياقته فهو يمتلك جسدا رياضيا , أخذ يتطلع الى قصره الكبير والفخم بنظرات فارغة فعلى الرغم من امتلاكه العديد من الأموال الا أنه وحيدا , وما أوجعه شعورا , طافت به الذكريات وتوقفت عند ابنته تلك التى ألقاها فى الملجأ بكل قسوة ولكنه دائما ما يبرر فعلته بأنه فعل ذلك لحمايتها من عالمه المظلم

بعد قليل دخل القصر رجل فى أوائل الثلاثينات ذو بنية عضلية ضخمة وملامح تكسوها القسوة ولكن هذا لم ينقص من وسامته الشديدة بل زادتها فأصبح رجل ذو ملامح رجولية قوية , تقدم ناحية رئيسه

أدهم بجدية : صباح الخير يا بوص

أحمد الدميرى بابتسامة صغيرة صادقة : صباح النور يا أدهم .... ها أخبار شحنة السلاح ايه

أدهم بثقة : كلو تمام يا بوص الشحنة وصلت من غير مشاكل وسلمناها كمان

أحمد الدميرى بفخر : كل مرة بتثبتلى انك جدير بثقتى فيك

أدهم : متقلش كدة يا بوص أنت عارف انى بعتبرك أبويا ... دا أنت الى مربينى من صغرى

سكت أدهم قليلا ليستجمع شتات نفسه فلا يعرف كيف سيخبر رئيسه بهذه المعلومات التى عرفها عن ابنته نسمة ثم تحدث : يا بوص .. أنا وصلتنى معلومات مهمة بخصوص نسمة

صب أحمد الدميرى كل تركيزه على ما سيقوله أدهم وانتبهت جميع حواسه فهو اشتاق لها كثيرا فلقد انقطعت أخبارها فترة وكاد يجن وقتها فقال مسرعا : قول يا أدهم عرفت ايه , هى كويسة حصلها حاجة يعنى

تنهد أدهم مطولا قبل أن يقص عليه كل ما حدث مع نسمة وكلما استمر بالحديث تتغير تعبيرات رئيسه من الشوق الى الحزن واخيرا الغضب الجامح الذي سيدمر الأخضر واليابس ويحرق كل شيئ

أحمد الدميرى بثوران : انت بتقول ايه يا أدهم .. أنا بنتى يحصلها كل ده وأنا زى الأطرش فى الزفة

أدهم بتبرير : يا بوص انت عارف ان أخر صفقة دى كانت محتاجة شغل كتير دى تقريبا خدت كل وقتى فمعرفتش أراقبها كويس

أحمد الدميرى بغضب : دا مش مبرر يا أدهم دى بنتى الوحيدة يعنى تغور أى صفقة فى ستين داهية أنا المهم عندى بنتى والكلب زيد الكيلانى دا حسابو تقل أوى وان مكنتش أخليه يشحت فى الشوارع مبقاش أحمد الدميرى

متهمة مع وقف التنفيذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن