الفصل التاسع والعشرون

7.4K 193 14
                                    

عصرا فى قصر أحمد الدميرى

وقفت نسمة تنظر للقصر بعد أن سمح لهم الحراس بالدخول عقب معرفتهم بهويتها بفاه مفتوح وعينان متوسعة إثر دهشتها من حجم ورعة هذا القصر, فكانت واقفة فى حديقة القصر الشاسعة ومن حولها العديد من الأشجار ومختلف أنواع الورود والفراشات تحوم فوق الأزهار فى منظر بديع ونسمات الهواء التى تداعب الأشجار فى هدوء وتناغم ورائحة الورود العطرة التى ملئت المكان ناهيك عن منظر القصر من الخارج والذى يشبه تلك القصور فى القصص الخيالية التى كانت تقرأها, بينما وقف جاسر بجانبها يطالعها بابتسامة مستمتعة بمظهرها اللطيف, بعد لحظات قليلة تحدث جاسر قائلا بملل: هو احنا هنفضل واقفين هنا طول اليوم مش ندخل بقه

نسمة وما زالت على حالتها: بسم الله ما شاء الله هى الأماكن دى بتتدخل كمان

جاسر بضحكة صغيرة: أمال بيتعمل فيها ايه

حينما لم يجد منها رد تنهد بنفاذ صبر ثم أمسك ذراعها وسحبها ورائه للداخل وهى فقط تطالع كل ما حولها بابتسامة طفلة صغيرة, أخيرا وصلا الى باب القصر, ثوان قليلة وفتح الباب لتقابلهم الخادمة بابتسامة محبة بعدها أدخلتهم فى صالة الاستقبال ريثما تنادى رب عملها أحمد الدميرى

جلست نسمة على الأريكة تفرك فى أصابع يدها بتوتر وكل الإحتمالات السيئة تدور فى عقلها الصغير ماذا اذا لم يقبل والدها اعتذارها وطردها من حياته مرة أخرى حينها ستصبح يتيمة مجددا ويا ليتها تعلم أن والدها كان ينتظر قدومها على أحر من الجمر ومستعد لفعل أى شيئ فقط ليحصل على رضاها وتتقبله فى حياتها وتسامح زلاته فى الماضى

ثوان وهبط أحمد الدميرى على السلالم وعلى وجهه ابتسامة فرحة متلهفة وتوجه ناحية ابنته يحتضنها بشوق أراد أن يطمئن نفسه بأنها ها هنا بين يديه وعادت لأحضانه من جديد بينما نسمة امتلئت عينيها بالدموع ودفنت رأسها فى صدر والدها الحنون متشبثة به بكل قوتها تخشى الابتعاد عنه وتخشى ألم الفراق من جديد وما أوجع ألم الفراق بعد حلاوة القرب

وفى الناحية الأخرى وقف جاسر يراقب هذا المشهد بمشاعر متناقضة فكم فرح لسعادة صغيرته وكم أراد انتزاعها من أحضان والدها فلا أحد له الحق فى ذلك ما عداه ولكن كيف سيقنع صاحبة الرأس العنيد بذلك

راقب أحمد الدميرى انفعالات جاسر كالصقر ثم تحولت نظراته للعبث فهو يدرك كم يحترق الأخر بنار الغيرة ولكنه غير قادر على فعل شيئ, أخرج نسمة من أحضانه ثم سلم على جاسر وذهبوا ليجلسوا على الأريكة

نسمة بندم: بابا أنا أسفة على الكلام الى قلته أ.. أنا بس كنت مصدومة ومعرفتش كنت بقول ايه وعكيت فى الكلام..

متهمة مع وقف التنفيذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن