الفصل السابع والعشرون

6.2K 187 9
                                    

تركها ودخل الى مكتبه وما زالت تلك الابتسامة مرتسمة على وجهه بينما رحمة هبطت دموعها بصمت وقلة حيلة فهى مهما فعلت لن تستطيع مواجهه شخص مثله لقد فكرت ان كابوسها انتهى ولكن ها هو قد عاد من جديد

يا لك من قاسى أيها القدر ألم تستطع الصبر ولو قليلا حتى الملم شتات نفسى قبل أن تعاود ضربى بالصوط من جديد ألم تكتف بعد من ايلامى

بعد أن تركها وتوجه لمكتبه سقطت على الكرسى بصدمة وقد تصدعت تلك القشرة الوهمية من القوة التى كانت تختبأ داخلها, أخذت تفكر فيما سيكون مصيرها مع معذبها, ولكنها لن تعطيه الفرصة ليكسرها مرة أخرى فهى سوف تستقيل من هذا العمل فورا

نهضت رحمة من مقعدها أخذت نفسا عميقا ثم توجهت لمكتبه وفتحت الباب دون استإذان, مشت نحوه بثقة واهية وخطوات تكاد تكون ثابتة الى أن وقفت أمامه قائلة: أنا لا يمكن أفضل فى الشركة دى لحظة واحدة وجيت أقلك انى خلاص مستقيلة

أنهت حديثها وكادت ترحل من أمامه والشركة بكاملها الا أنها وقفت مكانها بصدمة إثر حديثه

أدهم بضحكة ساخرة: شكلك لسة معرفتيش مين هو أدهم صفوان, لهو انتى مفكرة انى هسيبك تمشى كدة بالساهل, لو عايزة تمشى امشى بس الأول ادفعى الشرط الجزائى الى فى العقد والى هو مليون جنيه

رحمة بذهول: بس...بس مكنش فى شرط زى دا وأنا بمضى العقد

جاسر بندم مصطنع: ايه دا هو أنا مقلتلكيش.. انى زودت الشرط دا بعد ما مضيتى العقد

رحمة بانكسار: انت عايز منى ايه تانى مش مكفيك الى عملتو فيا, قتلت أبويا قدام عينيا وخطفتنى وبهدلتنى, حرام عليك سبنى فى حالى بقه

توحشت عيناه إثر حديثها ونهض بعنف من مكانه مما أفزعها وتوجه ناحيتها بخطوات دبت الذعر فى قلبها, وقف أمامها بطوله الفارع فبدت أمامه كطفلة صغيرة للغاية, قائلا بوعيد: ذنبك إنك وقفتى قدام أدهم صفوان القلم الى ضربتهولى هردهولك أضعاف مضاعفة, مش أدهم صفوان الى عيلة زيك تضربوا

أغمضت رحمة عينيها وهبطت دموعها على خديها بألم ثم رفعت خدها له قائلة بضعف: خلاص اضربنى زى ما ضربتك بس سبنى فى حالى

تمعن النظر فيها بمظهرها المثير للشفقة ودموعها التى تسيل على وجنتيها الممتلئة كالأطفال ورموشها الكثيفة التى تغطى عينيها وجسدها الصغير الذى يهتز بشهقات متتالية, للحظة رق قلبه لها وود لو يخبأها بأحضانه ولكنه سرعان ما نهر نفسه على شعوره وتحولت نظراته للشراسة مرة أخرى قائلا: شغل الأطفال مينفعش معايا حتى لو ضربتك ميت قلم مش هيكفينى

متهمة مع وقف التنفيذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن