الفصل الخامس والعشرون

6.9K 202 2
                                    



فيلا أدهم صفوان

يجلس فى حديقته الخلابة التى حرص على أن تكون على أعلى مستوى من الجمال والرقى , فكم يهوى هذا الجمال , يجلس على الأريكة ويضع اللاب توب الخاص به على قدميه يتابع عمله فى هدوء , واذ فجأة ينتهى هذا الهدوء لدى سماعه صوت شجار حاد عند بوابة فيلته , وضع اللاب على الأريكة ونهض بغضب متجها نحو البوابة لمعرفة سبب هذه الضوضاء وأقسم على معاقبة صاحبها أشد عقاب

حينما وصل الى البوابة تسمر مكانه مما يراه , فقد وجد بعض من حراسه واقعين أرضا مدرجين بدمائهم بينما الباقى فى شجار عنيف مع ... حازم ورجاله , حينما رأه حازم احمرت عيناه من الغضب وانتفخت أوداجه وسار نحوه بخطوات بطيئة ثابتة , وقف أمامه وكلا منهم ينظر فى عين الأخر بثبات وغموض كبير وكلا منهم بداخله غضب من الأخر وشيئ من اللوم والعتاب

تحدث حازم بغضب مكبوت وصوته به لمحة من الانكسار وخيبة الأمل : ليه !!

نظر أدهم الى عينيه محاولا كشف ما بداخلها وأجاب بهدوء : ليه ايه يا حازم !!

حازم وقد تخلى عن ثباته وأمسكه من ياقة قميصه متحدثا بغضب : قتلتها ليه ..ليه يا أدهم ليه تطعنى فى دهرى , ادينى سبب واحد يديلك الحق فى الى انت عملتو

أدهم بثبات مصطنع وق أوشك على التخلى عنه : أنا مقتلتش حد يا صاحبى وأنت عارف كدة كويس

حازم بحزن : كان عندى شك انك تكون مقتلتهاش بس الفيديو الى شفتو أكدلى انك انت الى قتلتها , شفتك بعيونى دول وأنت بتدبحها , ثم تحدث بنبرة يملؤها الغضب والأسى قائلا : من النهاردة هتشوف حازم تانى هتشوف شيطان حازم هخليك تتمنى الموت ولا تطولوش

نفضه بعيدا عنه كأنه شيئ ملوث ويخشى أن يلوثه هو الأخر وتحرك مبتعدا عنه خارجا من المكان بأكمله بخطوات غاضبة وروح متألمة وقلب ممزق وعقل مشتت غير قادر على استيعاب الأمر وخلفه صديقه كرم يتبعه بخطوات سريعة وقلب متألم على حال صديقه

بينما وقف أدهم ينظر له وهو مغادر بنظرات غامضة تحمل بين طياتها الكثير والكثير ثم سار عائدا الى حديقته بهدوء وكأن شيئا لم يكن ولا أحد يعلم ما يدور فى عقله فهذا هو أدهم صفوان غامض فى كل شيئ ولا سبيل فى اكتشاف ما يدور بخلده كالمحيط الهادئ التى لا تعلم متى يثور ويبتلع كل شيئ ومتى يهدأ ويكون ودود

لدى خروج حازم من الفيلة توجه ناحية سيارته يهبط بيده عليها بقوة كبيرة يكيل لها اللكمات وكأنما يتمنى توجيهها لشخص أخر ويصرخ بعلو صوته كأنه أسد جريح وامتلأت عيناه بدموع الألم والحسرة والانكسار , توجه كرم ناحيته بسرعة وأمسك بيديه التى يضرب بها السيارة بقوة مانعا اياه من مواصلة إيذاء نفسه فيده بدأت بالنزيف بالفعل وأخذه فى حضنه مربتا عليه فى حنان كأنه يواسى طفل صغير لا رجل يهابه الجميع ويرتعبون لمجرد رؤيته , ولكنه بالفعل لم يكن سوى طفلا حرم من الحنان وتجرع كؤوس الألم والعذاب حتى ارتوى

متهمة مع وقف التنفيذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن