الفصل الثانى والعشرون

6.5K 211 11
                                    


فى مطار القاهرة الدولى

أعلنت المضيفة عن وصول الرحلة رقم 53 القادمة من شيكاغو الى أرض مصر هبط من الطائرة بثقة وتوجه للخروج من المطار بخطوات واثقة ويرتدى نظارة سوداء أنيقة فأخفت عينيه شديدة السواد تماما ... كقلبه الأسود

وجد سيارته فى الخارج والسائق الخاص به يقف بجانبها وحالما رأه انحنى له ولكن ليس احتراما وانما خوفا منه ومن عقابه القاسى فالسائق الذى سبقه نسى فى مرة أن ينحنى له وكان جزائه أن قطعه وهو حى ببطء وبعدها باع أعضائه

ركب فى سيارته بكل غرور ثم أمر السائق بالتوجه الى فيلا والده .. زيد الكيلانى فها هو قد عاد ابنه حازم من الخارج ولكن بالطبع ليس من أجل مساعدة والده ولكن لعلمه بأن أدهم عدوه اللدود هنا ويرغب فى القضاء على والده فانتهز هذه الفرصة وأتى لينهى حساباته معه فحازم لا يهتم لأى حد أيا كان فما ذاقه من عذاب منذ صغره جعله قاسى بلا قلب , ولكت ذلك ليس مبرر لكى يرتكب الجرائم فالله مطلع على كل شيئ وهو أرحم بعباده وما علينا سوى أن نصبر ونحتسب ونتوكل على الله فهو خير منجى ومعين فهل سيبقى حازم على شره أم أن للقدر مخططات أخرى لمستقبله المجهول

وصلت سيارته الى فيلا زيد الكيلانى فنزل منها بغرور وعنجهية وسار نحو الفيلا بهدوء الى أن وصل الى الباب وفتح له الخادم بسرعة فدخل ووقف فى منتصف الفيلا يتأملها بشرود فلا شيئ تغير بها وأخذت الذكريات تتدفق فى رأسه سريعا فهنا ضرب بالسوط وهنا تلقى الصفعات وهنا شهد مقتل والدته وهنا تحول من طفل الى وحش , أغمض عيناه وكور يداه بغضب فما زالت تلك الذكريات تأبى مفارقته رغم مرور تلك السنين , فتح عيناه سريعا حالما سمع وقع خطوات على السلم فتوجه ببصره للأعلى ليجد الرجل المسمى بوالده يهبط من على السلم وما زالت نظرات القسوة تحتل عينيه وتقاسيم وجهه ....فها قد حضر معذبه وسالب طفولته وبرائته

زيد الكيلانى : حمد الله على السلامة يا حازم

حازم ببرود ليخفى غضبه : كويس

توتر زيد الكيلانى من برود ابنه معه ولكنه أخفى ذلك قائلا : عموما نورت بيتك اطلع استريح من السفر ولما تفوق لينا كلام مع بعض

قال جملته الأخيرة وهو يرفع يده ليربت على كتف ابنه ولكن حازم ابتعد عنه ببرود ونظر له بعينيه التى تحولت لجمرات من الجحيم قائلا بغضب مكبوت : ملوش لزوم أنا مش هقعد هنا أنا جهزت فيلا هروح أقعد فيها , وبعدين أنا ورايا كام حاجة هخلصها وبعدها هبقى أشوف جدول مواعيدى وأحدد هقابلك امته

أنهى جملته وأولاه ظهره متوجها للخارج ولكنه توقف بمنتصف الطريق واستدار نصف استدارة وقال بغضب وقد ظهرت عروق رقبته : اه تانى مرة بلاش تفكر انك تلمسنى عشان مش عارف اذا كنت هتلاقى دراعك تانى ولا لأ

متهمة مع وقف التنفيذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن