صرخ علي باسم نسمة حالما وجدها تسقط على الأرض بقوة فاقة الوعى , وحينها التفت الجميع نحو نسمة وفزعوا من مظهرها ووجها الذى يضاهى شحوب الأموات ومعالم الألم واضحة على وجهها المتعب . أسرع جاسر اليها بقلب غمره الخوف وروح متألمة وحملها بين يديه بعناية كبيرة كأنها فراشة رقيقة وصعد بها للأعلى غير مبالى بنظرات أدم الغاضبة . لحقت به نور سريعا وقبل ذهابها رمقت أدم بنظرة غاضبة حانقة فبادلها بنظرة لامبالية بغضبها وكأنه يخبرها أن ما يريده سيحدث . نظر الحاج رضوان الى أدم قائلا : لما نسمة تفوج هتخدها وتروح القسم وتشوف شغلك وجاسر هيروح معاك , وبعد اجده تجعد فى دارك الى فى القاهرة وترجع لحياتك تانى ولسانك ميخاطبش لسانى , فهمت ....يا ابن أخوى
نظر أدم الى عمه قائلا بدهشة : ايه الكلام اللى بتقوله دا يا أبويا , أنا بس بأدى واجبى ودى حاجة متزعلش يا حاج
الحاج رضوان بهدوء : وأنى مجلتش حاجة أدى واجبك كيف ما أنت عاوز ... بس بدل ما تتهجم على حرمة وتجرها كيف البجرة من غير ما تعمل حساب ليا ولا تحترمنى كان ممكن تيجى تجولى وأنى بنفسى هخدها وأجى معاك القسم وتحجج امعاها وتعمل الى يمليه عليك شغلك . حاول أدم أن يتحدث ويدافع عن نفسه لكن الحاج رضوان قاطعه باشارة من اصبعه قائلا ببعض الحدة : خلاص .. خلص الحديت ومتحاولش تتدافع عن نفسك لأن مفيش أى مبرر للأسلوب الهمجى بتاعك ده . لما تحترمنى وتحترم حرمة دارى تبجى تعاود لكن غير اكده معاوزش أشوف خلجتك فهمت يا ابن أخوى ... بينا يا حاجة نشوف مصالحنا
قال جملته الأخيرة بنبرة توحى بخيبة الأمل وذهب الى مكتبه هو والحاجة صفية التى رمقت أدم بنظرة حزن , بينما وقف أدم مكانه كمن سكب عليه دلو من الماء المثلج غير قادر عل استيعاب ما حدث منذ لحظات , لا يصدق أنه أغضب والده بتصرفه الخاطئ الغير مقصود فهو تعامل معها على أساس طبيعة عمله الخشنة الجامدة ولم يفكر للحظة أن أباه سيغضب لهذه الدرجة , فأغمض عينيه ثم أخذ نفسا عميقا و زفره ببطأ تزامنا مع فتح عيناه المحملة بسحب من الدموع يأبى فك أسرها . تفاجأ بعلي يقف بجواره وهو يقول له : أيون شهيق ...زفير...شهيق ..زفير
القى عليه أدم نظرة غاضبة حانقة فلم يبالى بها علي قائلا : لا لا انا عايزك تروق كدة عشان نعرف هنعمل ايه وازاى نخلى الحاج يسامحك وترجع الميه للحنفية وننزل البسين
نظر له أدم بحنق من حديثه الامبالى لشعوره بالحزن وتحدث بغضب قائلا : حنفية ايه وبسين ايه يا علي , ابعد عنى يكون أفضل أنا فيا اللى مكفينى
تحدث علي بلامبالاة وأسلوب مستفز تزامنا مع ذهابه قائلا : على راحتك يا غالى أنا كنت عايز أساعدك عشان تصالح الحاج بس الظاهر إنك ملكش فى الطيب نصيب
أنت تقرأ
متهمة مع وقف التنفيذ
Romanceبريئة وسط غابة من الذئاب لا تفقه فى عالمهم شيئ فضولها من أوقعها فى طريق من لا يرحم ظلمتها الحياة فهل سيظلمها هو الأخر وهل ستقدر أن تتعايش من تحكمة وتملكه الشديد .......