【 الفصل الثالث 】
سنمّار !
*************
المدينة التجارية ... مدينة كبيرة جدا يتوافد التجار إليها من كل مكان ... برا أو بحرا هم دائما يقطعون المسافات من أجلها برفقة بضاعتهم ... و يأمل الكثيرون بالاستقرار فيها ... فهي مدينة مزدهرة و نشطة للغاية ... لو فتحت كشكا صغيرا فيها فإنك و بلا شك ستتمكن من كسب ثروة كبيرة و سيتحول الكشك إلى تجارة كبيرة و محلات ضخمة و أموال طائلة !
إنها طموح كل تاجر و تاجرة ... إنها أرض الأحلام لأي شخص يود أن يعيش حياة رغيدة ... و من منا لا يود أن يعيش باستقرار و راحة بال بين الأموال و الذهب و الألماس ؟؟
مدينة شاسعة و ذات مستوى عالٍ من التحضر ... الثياب فيها ذات جودة عالية و الطعام ألذ ما يمكن أن تتذوقه فيها و الترفيه فيها متنوع و كثير فالمسرحيات و عروض الخفة منتشرة بكثرة ...
إنها جنة الدنيا بلا شك !
لكن لا يوجد كمال في هذا العالم ... حتى تلك المدينة التي ينتشر الأمن و الأمان و التي يصبوا إليها التجار لابد من وجود ما يعكر صفو الحياة الهادئة المسالمة ... خصوصا بالنسبة لأصحاب البضائع ...
فها هو ذا أحد التجار و الذي كان سمين الجسد أصلع الرأس يصرخ متذمرا و معترضا على ما حصل : لقد فعلها ! ... الخبيث فعلها !
كان يصرخ في الشارع بشكل معتاد فردة فعل أي تاجر تسرق بضاعته تكون بذات الطريقة و قد و بدى ثائرا و براكين غضبه تتفجر داخله محولة وجهه للأحمر ليقول أحد عماله مهونا عليه : لا داعي لكل هذا الغضب ... إنه صندوق واحد فقط ...
قاطعه و هو يصرخ بشدة : حتى و إن كانت قطعة واحدة من التحف فسيكون هناك داعٍ للغضب ! ... كيف تمكن "سنمّار" الخبيث من فعلها ؟؟
لم يجد أحد من العمال الذين يبدون في أعمار صغيرة و متقاربة ما قد يقوله له فهم حقا يجهلون كيف تمكن "سنمّار" من سرقة صندوق كامل من القطع الأثرية و اختفى به بهذه السرعة دون أن يلحظه أحد.
نطق أحدهم ببعض الإرتباك : أنت تعرف أن إشاعة المدعو "سنمّار" قد باتت متداولة بين التجار ... ما كان عليك التهاون في وضع الحراسة على بضاعتك !
كان بالفعل قد تهاون في الأمر فهو لم يصدق الإشاعة كونه لا يسكن في هذه المدينة بل أتى بحرا إليها ليبيع بضاعته و قد بدت له الإشاعة أشبه بالخيال ... لذا لم يعد هناك ما يقوله و ظل يفكر في غضب عما عليه فعله ..
نظر أحد العمال المستجدين لزملاءه و همس لهم : و لكن كيف عرفتم أن المدعو "سنمّار" هو من سرق الصندوق ؟؟
أنت تقرأ
سنمّار درع لينور
Adventure.. "اسرق ما تشاء طالما هي أمور حسية" .. نشرت في يوم الثلاثاء : الموافق : ٢٦ يونيو ٢٠١٨م ١٢ شوال ١٤٣٩هـ انتهت في يوم الخميس : الموافق : ٧ فبراير ٢٠١٩ م ٢ جماد الثاني ١٤٤٠ هـ .. فائزة في مسابقة أسوة ٢٠١٩ للقائمة الطويلة