【 الفصل الثامن و العشرون 】

1.1K 130 109
                                    

【 الفصل الثامن و العشرون 】

الوجه المألوف.

*************

يتكور حول نفسه في البقعة المظلمة القابعة أسفل الأرض ... موحشة و باردة للغاية ... و يتكرر في داخله فيض من الذكريات التي تحذره من الوصول إلى هنا.

إنه وحيد ... أجل وحيد جدا في هذه الزنزانة المتعفنة ... لا رغبة له بتناول أي شيء ... و قد رفض تناول الطعام المقدم إليه رفضا تاما.

يتصرف تماما كما تصرف مدربه ليس لأنه يقوم بذلك عمدا لكن ما جرى له من خيبة أمل و نهاية بائسة كهذه يدفعه للشعور بتلك الطريقة و التصرف على نحو مماثل.

كان يلف ذراعيه لتحيط جسده النحيل و كأنه يحاول احتضان روحه و مواساتها و التخفيف عنها قليلا ... و محاولة منحها دفء زائف لفترة قصيرة.

سمع صوت صرير قادم من الباب المعدني المتعفن و هو يفتح ببطء ... و بعد لحظات وصله صوت يقول آمرا : هيا انهض ... الأمير ڤيكتور يود مقابلتك.

لم يقل شيئا و لم يتحرك مقدار إنش فسار ثلاثة حراس نحوه و أرغموه على الوقوف و قد تم تقييد يديه بالأصفاد القاسية و جروه معهم إلى ذات الغرفة التي أخذ الأمير ميرزا و الأمير بروسبيرو إليها ... حيث الطاولة الخشبية و الكرسيين و ضوء القمر النافد إلى الداخل و الأمير ڤيكتور الجالس على مقعده بانتظاره و شعلة الشمعة هي ما تضيء أرجاء الغرفة.

اقتادوه إلى حيث المقعد المقابل للأمير و أجلسوه عليه و كانت غمامة من الحزن تجوب حوله ... يخفض رأسه و كأن رقبته لا تقوى على رفعه من كثرة الهموم التي تثقله.

حدق الأمير ڤيكتور به ابتداء من مسير خطواته و حتى جلوسه ... لقد أجرى تحقيقا مع أخاه و الأمير ميرزا و حارسيه و آدم و رِي و دُونْ و كذلك رئيس العصابة و عدد من رجاله و لم يظهر أحدهم بهذه الطريقة المنكسرة أبدا.

اعتدل في جلسته و بدأ جلسة استجوابه : كما أعرف اسمك آراش صحيح ؟

لم يرد آراش بشيء بل ظل ساكنا يحدق في الفراغ برأسه المنخفض ليكمل : كما عرفت تم تعيينك خادما شخصيا أو "درعا" للآنسة لينور ..

ظل آراش على صمته أما الأمير ڤيكتور تابع حديثه : و حسبما اعتقد فإنك "درع" غير قانوني ..

لم ينبس آراش ببنت شفة و بدى أنه لم يسمع شيئا من الأساس و حل الصمت للحظات و ظن ڤيكتور أنه لن ينطق بشيء و هذا دفعه للتفكير في طريقة تدفعه للنطق و هو ينقر بخفة على قلمه على الطاولة الخشبية المقابلة له.

سنمّار درع لينورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن