【 الفصل الرابع عشر 】

1.5K 171 231
                                    

【 الفصل الرابع عشر 】

العاشق.

*************

غرفة بسيطة و واسعة لحد ما احتوت على سرير متوسط الحجم و في داخله باب خاص لدورة المياه ... في السقف توجد ثريا ناعمة التصميم و صغيرة معلقة في الأعلى و مضاءة بالشموع ... النافذة مقفلة و ستائر ثقيلة ذات جودة جيدة جدا مسدولة ... و الديكورات في الأعلى بسيطة لكن جمالها ملفت ... و رائحة زكية منتشرة في أركانها.

هنا وجد آراش نفسه يقف بعدما أرشدته الخادمة إلى غرفته و من ثم تركته مغلقة الباب خلفها فيما ظل يحرك بصره في الأنحاء و هو يتوغل أكثر داخل الغرفة.

تخلص من الشريطة و فتح الأزارير العلوية من قميصه الأبيض حتى أوصلته قدماه إلى السرير فرسم ابتسامة بسيطة و ارتمى عليه و قد غاص جسده قليلا في نعومته و قال بإعجاب و ارتياح : كم هو ناعم !!

أغلق عيناه قليلا و هو يستنشق رائحته و شعر برغبة في النوم ... لكنه تذكر الآنسة لينور و شعوره بالقلق عليها منذ تم فصلهما عن بعضهما حيث أخذته إحدى الخادمات لغرفته فيما تكفلت أخرى بأخذها دون أن يعرف إلى أين تقودها !

نهض من السرير و خلع عن نفسه السترة السوداء و هو يتساءل كم هي الساعة الآن و كم تبقى على بزوغ الفجر.

وطأت قدماه الأرض و سار باتجاه النافذة ... قام بإزاحة الستائر ذات الملمس الناعم و فتح النافذة و استنشق الهواء بتركيز ... لا يعرف كيف يمكنه ذلك لكن حدسا ما يرواده دوما اتجاه الوقت و يكون مصيبا في الغالب.

حدسه يخبره الآن أنه في أواخر الليل ... أي أنها تعدت الساعة الثانية عشرة بلا شك !

ذهب و دخل دورة المياه و غسل وجهه حتى يبعد شعوره بالنعاس و هو يفكر في الخروج من الغرفة للبحث عن غرفتها.

نظر لنفسه في المرآة و وجهه يقطر بالمياه و انتبه إلى الزرين العلويين المفتوحين لقميصه لتعود الذاكرة به على الفور إلى الحفلة عند الشرفة ... حين قامت الآنسة لينور بإغلاقهما و لف الشريطة حول عنقه.

توردت وجنتاه بخفة حينما تذكر تلك اللحظة فأخذ يغسل وجهه عدة مرات حتى يبعد مشاعره هذه ثم رفع بصره للمرآة المصقولة حيث تعكس صورة وجهه المبلل و عدد من شعراته قد تبللت ..

تمتم بهدوء : ربما تكون بخير و نائمة في غرفتها ... لم يبدو الأمير و كأنه يود إيذاءها ...

راودته صورة الشرفة مرة أخرى لكن هذه المرة حينما كانت لينور مع الأمير بروسبيرو و تذكر كيف تصرف معها على نحو غير سار.

سنمّار درع لينورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن