【 الفصل الثامن عشر 】

1.3K 160 344
                                    

【 الفصل الثامن عشر 】

الرجل البدين.

*************

وصل الأمير ميرزا للقصر الضخم الواقع في نهاية المدينة السياحية و خلفه تقبع الغابات الكبيرة و حالما فعل كان بعض حراس القصر لا يزالون يقفون عند بوابته.

أوقف الأمير ميرزا حصانه و قد أطلق صهيلا عاليا فيما قال الأمير ذي العينان الزمرديتان و هو يلتقط أنفاسه و وجهه متعرق و شعره الفضي قد بات متبعثرا و متناثرا : هل عثرتم على الآنسة لينور !؟

كان حراس القصر يقفون مدهوشين مما رأته أعينهم فليس من المعقول أن يصل الأمير ميرزا خلال ساعة فقط من دولته لحيث هنا و لم يخطر في بالهم البتة أنه كان أساسا في طريقه إليهم ..

ازدردوا ريقهم في توتر ليرطبوا حلقهم الذي بات جافا فصرخ الأمير ميرزا بهم : أ لم تعثروا عليها بعد ؟؟

تلعثم أحدهم : في الحقيقة لقد انطلق الأمير بروسبيرو لحيث الغابة للبحث عنها مع عدد من الحراس لكن أحدا منهم لم يعد بعد !

سأله في توتر : منذ متى ؟؟

- تقريبا منذ الساعة الثانية فجرا !

- و ماذا عن خادمها آراش ؟؟

- كما علمنا هرب من القصر للبحث عن الآنسة لينور لكننا لم نعرف شيئا عنه منذ اختفاءه مع بزوغ الفجر !

أحكم قبضته على اللجام الذي يمسكه و عض على شفته و من ثم نظر لحراسه و "درعه" آدم و أمرهم : لنذهب بسرعة و لنبحث عنها !!

و دون تردد انطلقت الأحصنة بسرعة اتجاه الغابة و كان الهواء يضربهم و يحرك خصلات شعرهم ... ضربات قلب الأمير ميرزا متسارعة للغاية و أنفاسه متزايدة و كان يشعر حقا بالقلق ..

ضغط على اللجام بقوة و خاطب نفسه و تكشيرة واضحة مرتسمة على وجهه الوسيم : سأريهم الأوغاد ... كيف يجرؤون على العبث معي ؟؟ ... أ لا يدركون من يكون الأمير "ميرزا" ؟؟

*************

في أعماق البحر الأزرق الذي يلمع متلألئا تحت أشعة الشمس كان آراش قد أخذ يسبح بين الأمواج و رغم صعوبة ذلك لكنه استمر في السباحة متحديا حركة المياه تلك و متجاهلا شعور اللسعات التي تصدر من حيث جروحه المتمثلة في رأسه من الخلف و ذراعه بسبب ملوحة البحر.

كان مشهد القبلة المسروقة يتردد في عقله و شعور تأنيب الضمير لا يرحمه ... و مهما حاول التفكير في طريقة لإصلاح الموقف لم يجد شيئا .... أ هذا هو جزاء الأمير ميرزا بعد كل ما فعله له ؟

سنمّار درع لينورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن