【 الفصل الخامس و العشرون 】

1.2K 128 135
                                    

【 الفصل الخامس و العشرون 】

غير كامل.

*************

- شعرك الفضي جميل !

صوت طفولي اخترق مسامع ذلك الفتى الذي يبدو في الثالثة عشرة من عمره أثناء سيره على الأرض الحجرية في طريق تجاري ممتلئ بالمحلات و الناس يسيرون في الطرقات.

دفعه ذلك الصوت للتوقف و الالتفات لمصدره ليجد فتاة صغيرة غاية في الجمال ذات شعر أشقر و عينان زرقاوتان ... وجنتيها متشربتين بحمرة خفيفة ... ترتدي فستانا يبدو باهظ الثمن و تزين خصلاتها الذهبية بوردة اصطناعية.

لم يتأكد من كونه قد سمع ما قالته بشكل صحيح فتنحنح قليلا ثم أشار على شعره و سألها باستنكار : أ قلتِ أنه جميل ؟؟

حركت رأسها بقوة مؤكدة : أجل ... ذلك لأن اللون الفضي هو للأشخاص اللطيفين ... لهذا فإنه جميل و إنني أحبه كثيرا !

رمش ببطء من تلك الكلمات التي انطلقت من فاهها و التي يشعر بأنها أكبر من عمرها قليلا فهي تبدو في حوالي السابعة من عمرها .. انحنى قليلا حتى يصبح بمستواها و سألها بفضول : كم عمرك يا صغيرة ؟

أجابته بمرح : في التاسعة !

كرر خلفها باستغراب : الـ ... التاسعة ؟

كانت تبدو أقصر من أن يكون عمرها تسع سنوات ... أو هذا ما ظنه ذلك الصبي ذي الشعر الفضي فيما قالت : نحن في نفس العمر صحيح ؟

نظر لها متعجبا و أخذ يتفحص نفسه و هو يتأكد من طوله : برأيك هل طولي هو طول شخص في التاسعة ؟؟

كان طويلا بالنسبة لها و كان يطول أقرانه بعدة سنتيمترات لا أكثر فيما همهمت بتفكير : لست أعلم ... فكما أعرف فإن الصبيان يفوقون الفتيات في الطول ... لذلك ظننتك بعمري فأنت لست برجل كبير مثل والدي !

أخذ يضحك بخفة : إنني في الثالثة عشر من عمري ... أي أنني أكبرك بأربع سنوات !

همهمت بتفهم ليقول لها بلطف : أدعى ميرزا ... ماذا عنك يا صغيرة ؟

أجابته مباشرة : لينور !

كان هذا أول لقاء جمع الآنسة لينور بالأمير ميرزا في المدينة التجارية بأجواءها الرطبة و مبانيها الكبيرة و ذات الطراز الحديث في زمانهم و سماءها الصافية الزرقاء التي لم يشوبها سوى عدة غيوم متناثرة و زعيق نوارسها يلوح في الأجواء ... لا يزال يذكر كيف كانت درجة رطوبة الجو و رائحة ملح البحر الملحمل في نسائمها العليلة لما قابل لينور الصغيرة ... يتذكر تفاصيل لقاءهما كما لو أنه شيء قد حصل بالأمس ...!

سنمّار درع لينورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن