سنمّار درع لينور

【 الفصل الواحد و العشرون 】

【 الفصل الواحد و العشرون 】

اعتقال.

*************

أمام القلاع الحجرية حيث بسطت تلك المساحة المقابلة لها بأعشاب متقاربة تقريبا في طولها و كأنها في السابق قد تم تهذيبها و قصها بشكل متساوٍ و لم تكن الأشجار متواجدة إلا على بعد عدة أمتار مسافة منها تفاجأ الأمير بروسبيرو من اختفاء الآنسة لينور و آراش فجأة لمجرد انشغاله في الحديث مع أحد حراسه !

خطر في باله أن مكروها ما حصل للآنسة لينور و قد لحق آراش بها و لم تكن له الفرصة في إخباره بذلك و قال لأحد الحراس في قلق حقيقي : الآنسة لينور اختفت !! .. لنذهب بسرعة للبحث عنها !

سكت قليلا الحارس قليلا و من ثم نظر لزميله و اتفق معه أن يأخذ الرجل صاحب الشعر الطويل الفاقد للوعي و الذي تم تقييده و إلى حيث القصر أما عنه فسيذهب برفقة الأمير بروسبيرو للبحث عن الآنسة لينور.

و هكذا امتطا الأمير بروسبيرو الحصان برفقة حارسهء ... و ما إن خرجا من منطقة القلاع الحجرية و توغلا بين الأشجار حتى سمعا صوتا يقول : أيها الأمير بروسبيرو !!

لم يكن صاحب الصوت ظاهرا لهم مع كثافة الأشجار و أوراقها لكنه كان بلا شك صوت لأحد حراس القصر فأوقف الحارس الذي برفقة الأمير بروسبيرو حصانه و رفع صوته : أين أنتم ؟؟

تردد صدى سؤاله و على الفور ظهر صاحب الصوت و قد كان بالفعل أحد حراس القصر فأطلق زفيرا عميقا من فمه و قال و نبرة صوته تدل على سروره و راحته برؤيته للأمير : الحمد لله أنني وجدتك ... لقد قلقنا عليك حقا حتى خلنا أنك اختطفت أثناء بحثك عن الآنسة لينور !

و أردف بجدية : على أي حال ... الأمير ڤيكتور يطلب منك العودة حالا إلى القصر !

اتسعت عينا الأمير بروسبيرو الخضراوتان التي تزاحم خضرتها خيوط رمادية تضفي عليها جمالا و جاذبية لا يختلف اثنين عليهما و ارتجفت ذقنه من سماع اسم أخاه الأكبر و تلعثم في حديثه : الأمير ڤيكتور ؟ ... مـ مالذي أتى به ؟ ... أ لم يكن لديه عمل ما خارج المدينة و لن يعود لأسبوع ؟

أجابه الحارس : لا علم لي بالتفاصيل ... لكنه يأمرك حالا بالعودة ..

قال الأمير بروسبيرو بارتباك : لكن الآنسة لينور ...

قاطعه الحارس بنبرة مطمئنة : لا تقلق الأمير ڤيكتور قد أرسل الكثير من الحراس للبحث عنها و قد كثف جهوده في هذا الأمر لذا دع الأمر لهم ... أما أنت عليك أن تعود فورا و إلا حصل لك ما لا يسرك من الأمير ڤيكتور !