【 الفصل الثامن و الثلاثون 】

1.1K 145 169
                                    

【 الفصل الثامن و الثلاثون 】

أسوأ سرقة.

*************

كانت طرقة باب الغرفة الرتيبة و لوهلة قد اخرجت عقلها من الغوص أعمق في مشاعرها ... تستلقِ على سريرها الكبير بذات الفستان و وجهها مبلل رغما عنها بالدموع.

الطرد هي الفكرة الأولى التي خطرت لها يليها تصريف الطارق بإخباره أنها نائمة ... لكنها قالت بصوتها المكتوم : آراش ؟

صمت حلّ لبرهة قصيرة أتبعه صوته الذي لم يكن واضحا بسبب الباب الذي يعزله : هل يمكنني الدخول ؟

الصداع بدأ يباغتها و شعرت بطنين خفيف في أذنها من الألم الذي يطوق جبينها و يضغط عليه.

جلست و هي تضع إصباعيها الإبهام و السبابة متفرقين على زاويتي جبينها لتدليكه و الضغط عليه بخفة و تحدثت : ادخل يا آراش.

فَتح الباب بهدوء و صريره وصل إليها و هي تغلق عينيها و لا تزال على وضعها و سمعت وقع خطواته على الأرض حتى وصل إليها لينتبه لكونها تمسك بجبينهل و سأل ببعض الارتباك : هل أنتِ بخير ؟

ردت بشيء من الحدة : لا بالطبع ألا يمكنك ملاحظة ذلك ؟

جوابها زاد من ارتباكه و توتره و أطبق شفتيه بخفة ليفكر فيما عليه قوله فهي تبدو بمزاج سيء لأبعد درجة.

حرك بصره في أركان الغرفة المضاءة بفعل نور الشمس الأصفر الدافئ ... الستائر مفتوحة باتساعها و أشعتها تتركز على سريرها و كان بإمكانه ملاحظة الجزيئات الدقيقة الطافية في الهواء و التي تبدو واضحة بسببها.

و من ثم وقعت عيناه على يدها التي تضعها على جبينها فاقترح عليها : هل يمكنني تدليك رأسك ؟ ... إنني جيد في ذلك.

فتحت عيناها و رفعت نظرها إليه لتجده يرسم ابتسامة حمقاء منتظرا موافقتها ... فزفرت في بطء و أجابته : لا بأس.

استلقت على السرير مغلقة عينيها : لنرى إن كان تدليكك جيد حقا كما تقول.

شعر ببعض الراحة و قد خفّ التوتر عنه قليلا و سار خطوتين حتى وصل إلى سريرها و استأذنها : هل يمكنني الجلوس على السرير ؟

هزت رأسها بخفة إيجابا ليجلس بالقرب من رأسها و أحاطه بكلتا يديه من اليمين و اليسار ... و باستخدام أصابعه أخذ يدلك رأسها بحذر و لطف شديدين فهي هشة و رقيقة و لو استخدم قوة أكبر سيسحق جمجمتها كما يعتقد.

بدأ يشك في كونه يدلكها كما يجب فهو لا يستخدم سوى جزء بسيط جدا من قوته و سألها : هل تشعرين بالراحة ؟

سنمّار درع لينورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن