سنمّار درع لينور

【 الفصل التاسع و الثلاثون 】

【 الفصل التاسع و الثلاثون 】

خاتم الزواج.

*************

مضت الأيام و الشهور منذ اليوم الذي ذهبت فيه الآنسة لينور للقاء الأمير ميرزا ... خلال هذه الفترة تمكن السيد آرماند من تبرئة آراش تماما و لن يعود للدخول إلى السجن ثانية.

سلم آراش صندوق كنزه للسيد آرماند الذي وعده بأنه سيتصرف به على نحو ملائم ... و عرض عليه أن يرسله لتدريب صارم لفترة زمنية محددة حتى يصبح "درعا" قانونيا يمكنه بذلك أن يمتهن مهنة الـ"دروع" كما يحلو له و سيكون على حسابه الخاص.

شعر آراش بالحرج منه فقد فعل له الكثير من أجله و هو لا يستطيع رد كل هذا له لو قضى حياته كلها و هو يحاول.

كانا يجلسان في غرفة الضيوف الخاصة بالسيد غابرييل حينما عرض عليه ذلك و قد باتت هي الغرفة التي تجمعهما على الدوام ليقول آراش و هو يتجنب النظر نحوه و يركزه على قدميه : أميل لرفض عرضك يا سيدي ... فإنني أولا لست مهمتا لأصبح "درعا" قانونيا البتة فهي لا تعجبني أبدا ... و لا أريد أن أكون مدينا لك أكثر فأنا حتى هذه اللحظة على يقين بإنني لن استطيع رد شيء من معروفك اتجاهي أبدا.

تحدث السيد آرماند ببساطة : و من قال أن عليك رد الدين يا آراش ؟ ... إنني هنا من يرد الدين لك ... فقد ساعدت ابنتي ذلك اليوم بكل ضراوة.

رفع بصره للسيد آرماند باستغراب ... أمازال يتحدث عن هذا الأمر ؟ ... لقد مضت الشهور على هذه الحادثة كما أنه لم يقم بفعل شيء عظيم للغاية ... فقط أدى واجبه نحوها !

تحدث بما يجوب في خاطره : لكنني ساعدتها مرة واحدة فقط يا سيدي بينما تفعل أنت الكثير جدا من أجلي !!

رسم السيد آرماند ابتسامة تحمل قدرا كبيرا من الحنان و الحب و ذلك جعل آراش يشعر بالارتباك رغما عنه ليرد على حديثه : حينما يصبح لديك أطفال تحبهم ستعرف سبب تصرفاتي كلها.

كانت تلك المرة الأولى لآراش التي يرى السيد آرماند بهذه الطيبة و الحب لأبناءه ... لو لم يراه بعينيه و يحدثه بنفسه لظنه شخصية من شخصيات القصص الخيالية غير الموجودة على أرض الواقع.

سمع عدة مرات عن مدى حب الوالدين لأبناءهم لكنه كان يكذب ذلك على الدوام كون والديه قد تخليا عنه بلا شك في تلك القرية الموحشة المهجورة دون رحمة ... لكن السيد آرماند أثبت له وجود الآباء الرائعين الذين سمع عنهم.

كان السيد آرماند يود تأسيس آراش و منحه مهنة يمتهنها حتى يقف على قدميه و لا يعود إلى طريق السرقات و لهذا رغب بأن يجعله "درع" قانوني فبرأيه هذه هي الطريقة الصحيحة لرد معروفه ... و لكن بما أن آراش رفض ذلك و لا يبدو أنه ينوي أن يترزق من هذه المهنة مهما حصل فقد عرض عليه عرضا آخر : حسنا ما رأيك أن تساعدني في تجارتي ؟