【 الفصل السادس عشر 】

1.4K 183 321
                                    

【 الفصل السادس عشر 】

الأحمق.

*************

عند ذلك النهر الجاري كان ضباب الصباح لا يزال يكسو المكان بخفة ... رائحة العشب الندي تنتشر في المكان ... و العصافير تزقزق متناجية و صوتها يصل إليهما.

كلاهما يجلسان في صمت ثقيل مطبق ... هو يفكر فيما عليه فعله في الخطوة القادمة و ما هو التصرف السليم في موقف كهذا ؟

ربما الحل الحقيقي الوحيد المتوفر أمامه هو إعادتها بنفسه إلى القصر بلا تأخير و أن لا يثق بأحد هنا ... فالجميع بات موضع شك !

أما الآنسة لينور فكانت تختلس النظر لآراش بين الحين و الآخر و الحيرة ظاهرة على وجهها ... لم تعرف في ماذا يفكر و لماذا لا يود إخبارها بشيء ... هي تثق به لسبب ما لكنها مهما حاولت التفكير في سبب منطقي لما يفعله لا تجد له إجابة.

وقف و من ثم قفز على إحدى الأشجار و حاول الوصول لأعلى نقطة ممكنة حتى يعرف طريق العودة إلى القصر.

كانت الغابة فسيحة أمامه و أمكنه رؤية الكثير من الأشجار المتزاحمة ... وقد بدى له القصر بعيدا للغاية ... و أخذ يتساءل في نفسه كيف أمكنه الوصول إلى هنا ؟

حرك بصره و قد وجد بحرا ممتدا عن يمينه بلا نهاية ثم جال ببصره أكثر حتى استادر و وجد خلفه مساحة شاسعة من خضرة الأشجار و يوجد على مسافة بعيدة عدد من القلاع التي لا تبدو بارزة جدا مصنوعة من الصخور و مهجورة ... ساوره الفضول عن سبب تواجدها هنا لكنه يعلم بأنه لا توجد إجابات على تساؤله خصوصا في الوقت الراهن.

مرت به نسمة هواء منعشة جددت النشاط فيه و من ثم هبط من الأعلى ليقف على الأرض و عدد من وريقات الشجر تساقطت بالتزامن معه و قال لها : هيا لنتحرك !

سألته بشيء من القلق : إلى أين ؟

- لا خيار لنا سوى العودة لقصر الأمير بروسبيرو فهو الأقرب.

حركت رأسها إيجابا و أمسكت بيده ليساعدها على النهوض و من ثم أخذ يسير في حذر و هي تتبعه في خطواته و كلما أحس بحركة كان يختبئ و يخبئها خلفه فيكونوا إما حراس الأمير بروسبيرو أو رجال بمظاهر مخيفة و يطلقون الشتائم و يتحدثون عنها ... و بالطبع استنتج كلاهما أنهم من أفراد العصابة التي قامت باختطافها.

كان التوتر يخيم على الاثنين ... و التعرق يتصبب منهما و أنفاسهما مضطربة رغما عنهما و ضربات قلبهما تتزايد أكثر فأكثر مع كل خطوة يخطوانها ... أطرافهما باتت باردة للغاية و كان جسدها في الحقيقة يرجف بخفة و يشعر باهتزازه من خلال يدها التي يمسكها.

سنمّار درع لينورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن