【 الفصل الحادي عشر 】

1.7K 181 194
                                    

【 الفصل الحادي عشر 】

مسرحيته المفضلة.

*************

كان الإحتفال لا يزال مستمرا ... و الصخب و الحيوية تنتشران في الأرجاء ... و كؤوس الحليب بين اليد و الأخرى ... و رائحة الكعك بالقشدة تفوح بين الزحام ... و لا يزال العازفون يعزفون ... و أهل القرية يرقصون ... و الكبار يصفقون ... و الصغار يلعبون ...

كان آراش يأكل طعامه و لينور معه ... و شرب كلاهما العصير أمامهما و كان مصنوعا من البرتقال إلا أن نكهة غريبة تسللت إليه ... و لم يستنتج أي منهما هوية ذلك العصير حتى بدأت الآنسة لينور تهذي بكلمات غير مفهومة البتة قبل أن تسقط في نومه عميقة ... و هنا استوعب آراش سبب النكهة الغريبة ...

لابد أنه نوع من المسكرات ...!!

و بما أن آراش معتاد على الشرب فقد كان يشارك مدربه في الشرب حينما يريدان أن يحظيا بوقت ممتع معا و لهذا فإنه لم يصب بنوبة من الهذيان و الكلمات غير المفهومة ... حاليا يستطيع استيعاب كل شيء لكن ببطء قليلا ... الرؤية تبدو مشوشة ثم سرعان ما تتضح له ... و لحد ما فقد اتزانه و تماسك جسده ..

شهق شهقة قوية و نظر إلى لينور و هي تجلس على الكرسي و تريح رأسها على الطاولة و تنام نوما عميقا و جهها بات متوردا من حرارة الشراب داخلها ...

زفر في هدوء و حان الآن وقت أداء مهمته في حملها و أخذها لحيث العربة ..

شكر أصحاب الطعام و بعض من أهل القرية على الاستضافة الجميلة و من ثم سار اتجاه لينور الغارقة في النوم و حملها بين ذراعيه ... لم تكن تلك المرة الأولى بالنسبة له ... بل حملها بالأمس حينما نامت أمام الحطب المشتعل ... و بالطبع لم تكن ثقيلة البتة بالنسبة لقوي مثله بل يشعر بها خفيفة كالريش بين يديه ...

أخذ يسير بها و هو يشعر بحرارة الشراب المسكر الذي شربه تنتشر في جسده و تؤثر رغما عنه على وظائف دماغه ... و مع ذلك لم يسقطها و لو لمرة بل استمر في السير بثبات حتى وصل لأطراف القرية و قد بدأت الأضاءة تختفي حتى لف الظلام المكان من حوله ... و كان صوت البومة يصل لأذنه ... و أزيز بعض الحشرات يخترق صمت المكان و هدوءه ...

خلال مسيره كان يسترق النظر إليها و هي نائمه لكنه سرعان ما ينظر للطريق حتى لا يتعثر و يصيب الآنسة بين يديه بأذى ... و ها هو ذا أخيرا يصل إلى العربة الخشبية التي بدت لوهلة كمنزل مهجور صامت ..

لم تبعد العربة عنه سوى بثلاث خطوات ... و قبل أن يخطوها نظر للجميلة النائمة نظرة أخيرة كما قرر في البداية ... و من ثم انطلقت سلسلة من الأفكار الغريبة تقتحم عقله السكير دون انقطاع ...

سنمّار درع لينورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن