【 الفصل الثالث و العشرون 】

1.3K 137 213
                                    

【 الفصل الثالث و العشرون 】

غير مشروعة.

*************

تحت ضوء البدر اللامع و سكون الليل يطغى في الأرجاء و هدير النهر الجاري يبعث على الراحة كان كل من آراش و مدربه يجلسان مقابلا له.

آراش ينظر لمدربه في تلهف لسماع قصته ... و كان المدرب يشعر بضرورة إخبار الصغير عما حصل له كي لا يقع في ذات أخطاءه ... فهو صغير و لن يكون له أحد في هذه الحياة من بعده ... و لن يجد من يوجهه بل سيتعثر و يتخبط في هذه الدنيا التي لا ترحم و لا تعرف صغيرا و لا كبيرا.

بدأ حديثه : والدي كان "درعا" يا آراش ... تدرب على يد أحسن "الدروع" حتى بات مشهورا بين الأوساط بقوته و حكمته و سرعة بديهته و قد ذاع صيته بسرعة ... كان طفلا يتيما كفلته إحدى العائلات الكبيرة و كانت هي من ساعدته في بلوغ ما بلغه ... و قد كان رئيس العائلة و الذي يشغل منصب الوزير قد عُنيَ بالاهتمام به أحسن اهتمام و ساعده على الزواج و أقام حفلا كبيرا له بهذه المناسبة ..

لم يجد والدي أفضل طريقة لرد المعروف سوى بخدمتهم و قد وافق الوزير على طلبه بعد إصرار شديد ... أخذ يكرس وقته برفقتهم و في خدمة جميع أفراد أسرته من أكبرهم و حتى أصغرهم ... و أمضى وقتا طويلا و هو يتفانى في عمله و يخدمهم من أعماق قلبه و في المقابل كان الوزير يحبه و يثق به ثقة شديدة ... و بعد عمر طويل أصيب والدي بمرض خطير يمنعه من إكمال مسيرته في العمل معهم و التي دامت لقرابة ثلاثين عام دون انقطاع ..

همهم آراش في تفهم و بإعجاب قال : ثلاثين عاما ! ... هذا كثير حقا ! ... لابد أن أباك كان شخصا عظيما !

تابع المدرب جيك : أواخر فترة عمل والدي توفي رئيس العائلة لذا فقد قضى سنواته الخمس الأخيرة في خدمتهم و قد تسلم أحد أبناء الوزير رئاسة العائلة و الذي يدعى أندريتي و شغل منصب والده كوزير في البلاد ..

بدأ يشعر والدي بالتعب و احتار الوزير أندريتي فيما عليه فعله ... فعليه البحث عن "درع" جديد للعائلة ... و هنا اقترحني والدي كـ "درع" يخدمهم ... كنت حينها في الخامسة و العشرين ... تدربت على أيدي الكثير من الـ"دروع" و قد صقلني والدي بمهاراته و مارست مهنتي كـ "درع" منذ العشرين من عمري و لم أخفق في أي مهمة أوكلت إلي و التي تقتصر على الحماية بلا شك ...

وافق الوزير الجديد أندريتي على مضض و قرر وضعي تحت الاختبار و أوكلني بالكثير من المهمات فمرة قمت بحماية زوجته خلال طريق سفر طويل و مرة ابنته و زوجها و مرة أحفاده ... و كلها كانت أفضل من المتوقع لدرجة أنني أصبحت مشهورا في غضون فترة بسيطة و أخذ الكثير من الأثرياء يتمنون استئجاري و يعرضون مبالغ طائلة إلا أنني كنت أرفض ... فلدي بالفعل الكثير من العمل هنا و لم يكن بمقدوري قبول عروضهم ... كما أنني أدين لعائلة الوزير بالكثير فقد جعلوا والدي يعيش حياة كريمة و شعرت بذات شعور والدي إزاءهم و كأنني ورثته عنه ... أود رد دين العناية بوالدي عن طريق خدمتهم !

سنمّار درع لينورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن