【 الفصل السابع 】

2K 213 362
                                    

【 الفصل السابع 】

بداية الرحلة.

*************

إنه اليوم الثالث و الأخير في بقاءه هنا ... و غدا فجرا ستبدأ رحلته مع المدعوة لينور !

و كعادته هرب من الدروس و ذهب إلى الحديقة الضخمة لاستكمال استكشافها و استنشاق عبيرها و رائحتها المنعشة ...

و بينما كانا يسير في الأنحاء و يجول ببصره للأشجار الخضراء من حوله و التي تظله بظلها وجد أمامه على مسافة عدة أمتار ما يشبه المظلات الكبيرة ... مصنوع من المعدن و مطلي باللون الأبيض ... له أربعة أعمدة تثبت فوقها قبة دائرية بزخارف من ذات المعدن و كانت النباتات تتسلقه بشكل منسق و تزينه بخضرتها ...

و وسط الأربعة الأعمدة المتباعدة التي شبهها بالقفص قليلا وجد طاولة دائرية بيضاء كذلك و مقاعد بذات اللون ... و قد جلست تلك الأنيقة أسفلها و في يدها كوب من الشاي ... تمسكه بأناقة و تنظر للجهة المخالفة لجهته بنظرات سارحة في المساحات الخضراء الشاسعة أمامها ...

ترتدي فستانا باللون البنفسجي و لم يقل فخامة عن الفساتين التي تسبقه ... و قد كانت تزين شعرها المتموج بزهور ذات لون مشابه لفستانها ...

بدت كلوحة مرسومة من شدة جمالها و قد ظل آراش يحدق فيها دون أن يشعر بنفسه و لم يوقظه من ذلك سوى صوت الخادمات اللاتي يبحثن عنه و بسرعة قفز و تسلق إحدى الأشجار للاختباء منهن ...

سألن الفتاة الجميلة عن ما إذا كانت قد رأت آراش أو لا فأجابت بالنفي لتبتعدن عنها و عنه و يبحثن في مكان آخر و تذمرهن يصل إلى أذنيه.

زفر آراش بارتياح و حالما هبط على الأرض بخفة سمع صوتها القائل : كن ممتنا لأنني لم أقم بإخبارهن عن مكانك.

لوى شفته بانزعاج مما قالته لتكمل كلامها : أ ستظل واقفا كالأحمق هناك ؟

ود لو يرد بفظاظة عليها لكنه أمسك لسانه و قال : حسنا حسنا سأغادر !

استدار ليعود من حيث أتى و قبل أن يتحرك للذهاب أوقفته ببعض الانزعاج : لا تفهم الأمور خطأ ... كنت أقصد أن عليك الجلوس قليلا معي !

التفت إليها متعجبا و صاح : أنا من يفهم الأمور خطأً أم أنك لا تجيدين الحديث ؟؟ ... فقد وصفتني بـ"الأحمق" و سألتني بنبرة تدل على كونك تودين طردي !

لم ترد عليه بشيء فهو محق في حديثه فيما زفر آراش في ضجر قبل أن يسير اتجاهها حتى وصل إليها و اتكأ بجانبه الأيسر على أحد الأعمدة البيضاء مكتفا يديه : إذن ... مالذي تريدينه مني ؟

سنمّار درع لينورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن