【 الفصل التاسع عشر 】

1.3K 153 274
                                    

【 الفصل التاسع عشر 】

صاحب الشعر الطويل.

*************

داخل القلعة الحجرية التي ترك آراش فيها لينور و الأمير بروسبيرو كانت هي تجلس في هدوء عند أحد الأعمدة المصنوعة من الحجر و كان الأمير يجلس بعيدا عنها بمسافة لا بأس بها ...

نظراتها بالنسبة له كفيلة بجعله يبتعد عنها قدر الإمكان !

كانت تشعر بالخوف و القلق حقا و هي جالسة هنا ... تحتضن كفيها ببعضهما محاولة بث الأمان في نفسها ... و بين الحين و الآخر تتذكر الموقف الذي جمعها مع آراش و رغما عنها يشتعل رأسها من الحرج و الخجل مما حصل ...

لماذا تصرف بتلك الطريقة يا ترى ؟ ... و مالذي عناه بكلامه ؟ ... و مالذي قصده حينما قال : "دعيني فقط آخذ بحقي منك و أسرق شيئا بسيطا منكِ كما فعلتِ أنتِ معي !"

مالذي سرقته منه ؟ ... لماذا تصرف بشكل غريب فجأة ؟

هي تدرك أنها بليدة أحيانا لكنها هذه المرة كانت الأسوأ فهي لا تستطيع فهم أي شيء مما يحصل !

تلك اللحظة سمع كلاهما صرير الباب الخشبي و هو يفتح و قد نظرت هي و الأمير بروسبيرو إليه بلهفة ظنًّا منهما أنه آراش ... لكن الشخص الذي ظهر خلفه لم يكن هو البتة ...

كان رجلا يبدو في الثلاثين من عمره ... له شعر طويل يربطه للخلف ... وجهه ضعيف و طويل و مع ذلك فإن ذقنته كبيرة و بارزة تغطيها شعيرات صغيرة و متفرقة ممتدة حتى وجنتيه ... و يسحق بين أسنانه طرف اسطوانة سيجارة بيضاء و تبدو بالية ... و له عينان ناعستان و لا مباليتان.

حرك بصره قليلا و على الفور وقعت عيناه على الآنسة لينور و الأمير بروسبيرو اللذان وقفا بسرعة من مكانيهما في خوف فيما رسم الرجل ابتسامة ماكرة : عثرت على الجميلة ... لنرى إن كان الوحش قادر على إنقاذك !

*************

كان كالمجنون قد شق طريقه و هو يركض على العشب و ما لبث أن قفز على أول شجرة رآها ليبدأ بالقفز من الواحدة إلى الأخرى و شعره الأسود يتطاير رغم قصره و قلبه يرجف بين ضلوعه ...

و بسبب عجلته فقد انزلق عدة مرات و كاد يسقط على رأسه لكنه يتمكن من تفادي حدوث ذلك.

يشعر بالوقت يمضي ببطء شديد ... و الأشجار تتكرر أمامه حتى أحس و كأن الطريق سيستمر بهذه الطريقة للأبد ... يتمنى الوصول حالا لحيث القلاع الحجرية و لكن ما من طريقة أمامه سوى بتخطي الطريق هذه العثرات حتى يصل.

سنمّار درع لينورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن