【 الفصل السابع و العشرون 】

1.3K 131 163
                                    

【 الفصل السابع و العشرون 】

تحقيقات.

*************

غرفة صغيرة بها مقعدين و كرسيين ... يضيؤها نور الشمس و التوتر يملأ أجواءها و يجعلها مشحونة.

كان الأمير ميرزا يمسك بالورق غير مصدق لكونه قد وقّع على أوراق كهذه ... و بعد ثوانٍ من محاولة استيعاب ما هو مكتوب نظر للأمير ڤيكتور و صرخ في وجهه : من المستحيل أن أوقع على أوراق كهذه ! ... إنها مزورة بلا شك !

ظل الأمير ڤيكثور يوجّه نظراته الثاقبة نحوه حتى أحس الأمير ميرزا بأنها تخترقه و كان يركز على كل حركة صادرة منه.

قال في جفاء : إذن هل كان عليك التحديق في الورقة كل هذا الوقت و قراءتها لعدة مرات قبل أن تستنكرها ؟ ... لو كنت لم توقع عليها بالفعل لانكرتها قبل أن تمسها حتى ... أم أنني مخطئ ؟؟

عض الأمير ميرزا على شفته السفلى فيما تقدم الآخر بجذعه ليضيق المسافة بينهما قليلا و قال بعينينه الجامدتين : لا تستطيع أن تعبث معي يا ميرزا مهما حاولت ... استطيع معرفة الحقيقة بمجرد النظر إلى عينيك ... لم اخطئ يوما في التحقيق مع المجرمين و المخادعين تود مني أن أصدق هراءك هذا ؟ ... رجاء اختصر الطريق علي و عليك و اعترف بجريمتك قبل أن أفسد سمعتك أمام والدك الذي في طريقه إلى هنا و الملأ أجمعين !

اتسعت عينا الأمير ميرزا الزمرديتان بصدمة و باتت أنفاسه ضحلة بشكل واضح مما سمعه و بصوت متقطع مرتجف نطق : و ... والدي ..؟!

حرك الأمير ڤيكتور رأسه مؤكدا و عيناه ثابتتين فيما طأطأ الأمير ميرزا رأسه مسندا إياه بيديه المقيدتين و هو يشعر برأسه يشتعل و ينفجر من المصائب التي تقع عليه دونما هوادة ... و نبض قلبه بات مسموعا بضحالته و بطئه لأذنيه.

دمعت عيناه رغما عنه لما حصل و لما سيحصل مستقبلا ... و الآن من سيصدقه و يصدق كلامه و قصته و هذه الأوراق اللعينة هنا ؟ ... حتى لو قال الحقيقة لن يستمع أحد له ... لن يؤخذ كلامه بعين الاعتبار بل سيرمونه في أقرب سلة نفايات و سيسقط من عيني والديه اللذان ظنا طوال حياتهما أنه الابن البار المطيع المثالي الذي يستحيل له الوقوع في أخطاء فادحة كهذه.

لطالما كان هو الشخص الحكيم و الذي يوازن الأمور في عقله بحذاقة و ذكاء !

لكن كل شيء تبخر الآن ... سيعرفون أن متورط مع مجرمين في جريمة اختطاف بحق خطيبته و توقعيه المميز الذي يزين ورقتي العقد بلون قلمه الأزرق يشهد عليه و يثبت حقيقة كونه مجرد وضيع يود إيذاء خطيبته لسبب ما من الأسباب !

سنمّار درع لينورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن