" نورا " تحركت شفتاه ببطء لترسم حروف اسمي بينما اعترت الصدمة باقي وجهههل أنا بحلم ؟! أقف مواجهة للشخص الذي عزمت علي إخراجه من حياتي ، هربت حتي لا أراه
يا لصغر العالم! مهما حاولت الإبتعاد عنه أستمر في الركض عائدة إليه ، دائرة لا يمكنك تحديد بدايتها من نهايتها
ها أنا أحدق في عينيه بحرية ، أبحث بيأس عن تلميح لحل شفرتها ، لم تدم تلك اللحظة كثيراً كباقي اللحظات
خفض عينيه للأرض لبرهة ثم أعاد النظر لي وقبل أن ينطق ظهرت فتاة تشابه زين في كثير من الملامح لتنظر لنا بدهشة
" مرحباً ؟" قالتها بنبرة استفهامية أكثر من إلقاء التحية ، لعلها تستبين سبب وجودي
" مرحباً ، أ.. أدعي نورا ، في الواقع أنا جارتكم ، جئت لإلقاء التحية "
توسعت عينا زين أثر سماع كلمة جارتكم ، هل يدعي عدم معرفته؟
ساعدني يا الله أن أركض الآن بعيداً عن هذا الموقف.. هذا المنزل .. هذا الحي ، سأكون شاكرةً للغاية
" حقاً!! ، تسرني رؤيتك أنا صفا " مدت يدها فتصافحنا ، تبدو ودودة للغاية
" تفضلِ ، سررت بالتعرف عليكِ " مددت يدي بطبق الحلوي فابتسمت وأخذته ، كل هذا وزين مازال واقفاً لم ينبس ببنت شفه
رسمت ابتسامة لطيفة واستدرت راحلة بعيداً عنهم ، قلبي يهدد بالخروج من محله الآن ، كدت أخطو خطوتي الثالثة قبل أن أسمع صوت الفتاة ينادي باسمي لأقف ، سارت بخطوات متسارعة قليلاً ناحيتي حتي وقف أمامي
" ما رأيك بالدخول قليلاً ؟! " عرَضَتْ
لن أذهب إلي عقر داره بقدميَّ ، لست بلا كرامة ، فقط عليَّ أن أرفض بذوق
" معذرةً منكِ لنجعلها وقت آخر، لا أريد تعطيلك الآن "
" لن تفعلِ ، هيا لأعرفكِ بالعائلة "
لم تنتظر ردي وأمسكت بيدي وأخذتني معها ، ما هذا الجنون؟ ، مررنا من جانب زين الذي لم يبدِ أي ردة فعل
" أمــي ، لدينا ضيوف " صرخت صفا لتظهر والدة زين ، عرفتها من الصور ولكني أقابلها الآن في الحقيقة لأول مرة ، مرتبكة حد اللعنة ، تقدمت السيدة بابتسامة تشبه خاصتي زين وصفا ، إنهم متشابهون لحد كبير
" مرحباً بكِ عزيزتي " قالت بود ومدت يدها للمصافحة ، وضعت يدي في يدها
أنت تقرأ
CAMERA || Completed
أدب الهواةربما تُصوِّر الكاميرا بعض لحظات سعادتِنا ولكن تبقى عينانا هي ما يلتقط أشد لحظاتِنا تأثيرًا لتحفظها في قلبِنا قبل عقلنا .. -آلاء الزلال