بين الأمس واليوم/ الجزء الخامس والثلاثون
لم يشعر في حياته كلها بصداع كما يشعر اليوم.. وفي هذه اللحظة بالذات.. رأسه سينفجر من قوة نبض العروق..
يوقف سيارته جانبا.. ليضغط على جانبي رأسه.. ويحرر عنقه من جيبه المغلق وهو يفتح أزرته العلوية
منذ أنهى اتصاله مع مزون.. وهو في حالة انعدام وزن.. كما لو كان انفصل عن الكون كله ويحلق في العدم... وقدماه لا تلمسان الأرض حتى
ومشاعره غاية في التبلد.. عاجز عن التصديق أو حتى مجرد التصور..
" حامل..
حـــامـــــل
مستحيل.. مـــســتــحــيــل..
أكيد مزون فاهمة الموضوع غلط..
أكيد فهمت السالفة كلها غلط
أنا إنسان مؤمن ..مافيه شيء بعيد على ربي..
ومزون تقول إنها راحت معها بنفسها للفحص..
معقولة.. معقولة.. رأسي بينفجر
بس.. بس
بس ليش لو كانت حامل أعرف الخبر من مزون؟؟
ليش مهوب منها..؟؟
ليش تخلي خبر خاص فينا مثل هذا يوصلني من غيرها؟؟
ليه؟؟..
.
بس.. البارحة كانت تبي تقول شيء.. بس أنا ماخليتها
كانت تبي تتكلم بس أنا خنقت كلامها في حلقها"
حينها نظر منصور ليده اليمنى التي وضعتها على بطنها كالملسوع..
وهو يتذكر كمن ضُرب على رأسه كل تلميحاتها البريئة العذبة البارحة..
ويهز رأسه بقوة ويقطب جبينه وهو يشعر بضغط هائل على كل مفاصله.. كما لو أن عظامه ستتفجر من قوة الضغط
" ياقلبي ياعفرا.. وأنا خربت عليها فرحتها كلها
يعني وش كان بيضر لو شاركتها الفرحة بدون ما أكدر عليها
يعني أنت يامنصور ما تعرف إلا المغثة
.
بس صدق حامل..؟؟ معقولة؟؟
معقولة؟؟
سبحان الله ياربي.. ما أعظم قدرتك ورحمتك