جزء 64

9.8K 122 18
                                    


بين الأمس واليوم/ الجزء الرابع والستون

عبدالله وصل إلى المستشفى مع خيوط الشمس الأولى..

كان يركض في الممرات بدون تفكير حتى وصل إلى غرفة الإنعاش كما أخبره الخادم..

يحاول إبعاد كل الافكار المؤذية وتجميد حتى محاولات التفكير..

مابين زوجته وأخته وعمه وأهل عمه.. كيف سيحتمل وجيعة كل هؤلاء؟؟

أ لم يأن له أن يرتح من الهموم التي كسرت ظهره؟!!

حين وصل بأنفاسه المقطوعة.. أخبروه أنه تم نقل إبي عبدالرحمن للعناية المركزة بعد أن تم إنعاشه..

ليعاود الركض للطابق السادس حيث العناية المركزة..

حين وصل كان أبو عبدالرحمن غائبا عن الوعي محاطا بأجهزة التنفس والتغذية..

جلس منهارا على مقعد قريب منه..

"يا الله ماذا حدث لك؟؟ "

لا يريد أن يُفكر حتى.. ليجد عشرات الصور المفزعة تقفز أمامه رغما عنه!!

يحتلها وجهان أثيران غاليان قريبان جدا من قلبه..

وجها جوزاء وعالية !!

حاول أن يقف.. ليجد قدميه متخاذلتين..

سأل الممرضة التي دخلت للتو لتتأكد من سير الاجهزة بصوت مبحوح تماما:

كيف حاله؟؟

أجابت بمهنية وهي مشغولة بأجهزتها: لا بأس.. تجاوز مرحلة الخطر أساسا..

سألها عبدالله بذات الصوت المبحوح: وما الذي حدث له؟؟

أجابته بذات المهنية: أزمة قلبية خفيفة.. وتجاوزها..

سألها بصوت مبحوح أكثر وأكثر: وما سبب الازمة؟؟

هزت كتفيها دلالة الجهل.. ليتلفت حوله باحثا عن أمجد ولم يجده..

حينها سحب قدميه برعب متجذر.. متجها لغرفة عبدالرحمن..

وهو شبه متأكد أنه لن يجده فيها..

كان يتقدم خطوة ويتأخر خطوتين..

قضى وقتا طويلا قبل أن يصل للغرفة حتى..

ووقف على بابها لوقت أطول وهو عاجز عن سحب أنفاسه الذاهبة..

ليس عاجزا مطلقا عن مواجهة الموقف كموقف.. لكنه عاجز عن مواجهة أحبائه بعده!!

كان مازال يقف أمام باب الغرفة وأفكاره تأخذه وتأتي به..

لينتبه بعد ذلك لحركة غير طبيعية داخل الغرفة..

زاد رعبه.. أما زال في الداخل.. وما زالوا لم يخرجوه..؟؟

بين الامس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن