بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والأربعون
" عفرا حبيتي تعالي الله يهداش.. وش تسوين تالي ذا الليل؟؟ "
عفراء برقة: بس أجهز لبسك حق الدوام بكرة.. دقيقة واخلص..
منصور بمودة: الله لا يخليني منش يالغالية.. تعالي أبي أشوفش قدامي وبس..
ملابسي بأخذها بنفسي.. سنين وأنا أطلعها بروحي.. والحين خربتيني بالدلع..
عفراء تتجه ناحيته وهي تبتسم: هذا أنا خلصت.. أنت فاجأتني بتغيير زامك.. وإلا كان رتبتها قبل تجي..
وبعدين اللي قبل وأنت عزابي مالي شغل فيه.. والله ماتمد يدك في شيء وانا موجودة..
ولو أني المفروض أزعل.. يعني بكرة كان إجازتك.. ويطلع لك دوام..
كانت قد وصلت منصور وجلست جواره مع إنهاءها لعبارتها..
منصور احتضن كتفيها بحنان وهو يقبل رأسها ويهمس بهدوء:
واحد من الربع جا له ولد الليلة عقب ست بنات.. ما تتخيلين أشلون مبسوط
تخيلي قده جد.. بنته الكبيرة توها جايبة ولد..
وهو كان عنده زام بكرة..فقلت له بأخذ زامه.. وهو بيأخذ زامي عقب..
وهما مستغرقان في الحديث.. رن هاتف عفراء.. عفراء همست باستغراب وهي تتناول هاتفها: من اللي بيدق ذا الحزة..
ثم أردفت بشهقة موجوعة: منصور.. رقم جميلة..
ابتسم منصور بفخامة وهو يشد على كفها: ردي حبيبتي..
عفراء شدت لها نفسا عميقا وردت بحذر: هلا..
جاءها صوت مزون الحنون: هلا والله بالغالية..
عفراء لا تنكر أنها شعرت بخيبة أمل أن جميلة لم تتصل بها ومع ذلك ردت بمودة حقيقية: هلا والله باللي الدوحة مافيها نور عقبها..
مزون برقة: دامش فيها.. فنورها فيه..
خالتي فيه عندي ناس مشتاقين لش ويبون يكلمونش..بس مستحين منش..
حينها شعرت عفراء بثقل كبير في قلبها وهي تهمس باختناق: صدق تبي تكلمني..؟؟
مزون اختنق صوتها وهي تشتم في صوت خالتها أنها توشك على البكاء:
والله العظيم إنها مشتاقة لش وتبي تكلمش..