" كاسرة.. كاسرة!!"
كان ينادي ولا مجيب له وهو يعبر أقسام جناحهما حتى رآها تقف أمام مكتبه..
وبيدها ملف أخضر اللون..
كانت تقف مذهولة.. مصدومة.. عيناها متفجرتان بإحمرار دموي ينذر بهطول عاصفة من حزن مطري..
حين رأته واقفا أمامها.. رفعت الملف أمامه وهي تهمس باختناق بالغ متفجر بحزن لا حدود لمجراته :
أشلون تدس علي موضوع مثل هذا؟؟
أشلون؟؟
كساب هز كتفيه بثقة: الملف قدامش على المكتب قد له كم يوم..
مادسيته عنش..
ثم أردف وهو يقلد طريقتها حين علم بخبر حملها:
كنت أقول اليوم بتشوفه.. اليوم بتشوفه.. ويمر اليوم وأنتي ماشفتيه..
كاسرة تمسح أنفها وهي تمنع نفسها من الانفجار في البكاء وتهمس باختناق حقيقي:
كساب هذا موضوع تأخذه بمزح؟!!
أو حتى تقارنه بموضوع حملي.. حرام عليك وش جاب لجاب؟؟
كساب بذات الثقة التي ستقتلها: كاسرة الموضوع بسيط .. وعني أنا.. كنت أشوف موضوع حملش أهم بواجد..
كاسرة اتجهت نحوه بعصبية وهي تغالب دموعها التي توشك أن تغمر المكان..
مدت يدها إلى خاصرته اليسار وهي تتحسسها..
وتهذي باختناقها بكلمات متدافعة ماعادت واضحة لشدة ازدحام حنجرتها بالعبرات:
وين؟؟ وين؟؟ هنا؟؟ صح هنا؟؟ صح هذي هي...
ليش يا كساب ماقلت لي؟؟ حرام عليك تسوي فيني كذا !!
حرام عليك..!!
هنا؟؟ صح؟؟ وإلا هنا؟؟ توجعك؟؟ حاس بشيء؟؟.. قل لي .. لا تدس علي شيء!!
أنا كنت حاسة إنه ذا الحادث سوى فيك شيء أكثر من مجرد كسر يدك وشوي ذا الجروح..
كنت حاسة!! قلبي كان ناغزني!! بس كنت أكذب نفسي!! وأقول كفاية علي وجع!!
وين؟؟ قل لي وين يوجعك؟؟
كساب شدها ليحتضنها بيدها السليمة بقوة وهو يهتف بحزم حان:
كاسرة بس.. هدي.. الانفعال مهوب زين لش..
وأنا والله العظيم مافيه شيء يوجعني.. وإلانسان يقدر يعيش بكلية وحدة!! وحتى نص كلية..
وكليتي الثانية مافيها شيء تمام التمام!!
كاسرة حينها انهارت وهي تجلس على الأرض وتنتحب بوجع حقيقي: