بين الأمس واليوم/ الجزء التسعون
لم يشعر يوما بالجرح والمهانة كما يشعر الآن في هذه اللحظة..
حتى في أيام غضبه من مزون..
فمزون قامت بفعل أغضبه ومرفوض عنده.. لكنها تبقى حياتها هي!!
لكن هذه أخفت عليه أمر يخص حياته هو.. أخفت عليه نبض روحه ينبض بين جنباتها..
ثم سلبته حتى حقه في أن يعرف هو أولا..
ألقت الخبر أمامه دون أدنى اهتمام به..
أخبرت والده قبله!!
أ حقا فعلا ذلك؟؟
كان يرى المشهد أمامه كما لو كان مشهدا لا علاقة له به.. مشهد غائم ومؤلم ومهين.. وهو يرى والده يتصرف بعفوية حرمته منها..
ووالده ينتزع كاسرة من مقعدها ليحتضنها وهو ينهمر بسعادته وتبريكاته..
يحتضنها قبله!!.. ويبارك لها قبله.. وهو على الرف.. لا قيمة له!!
ثم يعود لينتزعه هو ويحتضنه وهو يهتف بسعادة محلقة وعاطفية ثائرة لم يعتد على تبادلها مع والده:
ألف مبروك يا أبيك.. ألف مبروك.. والله إني الليلة كني لمست النجوم..
الله يفرحكم بسلامة ولدكم مثل مافرحتوني الليلة..
ثم التفت لكاسرة وهو يهمس بحماس فخم: قلتي لأمش؟؟
ابتسمت كاسرة بتأثر لما رأته من فرحة عمها: لا .. أنت أول حد يدري عقب كساب..
ضغطت على عبارة (عقب كساب) بشكل مقصود..
زايد بذات الحماس الفخم: خلاص والله ماحد يبشرها هي ومزون غيري.
كفاية عليكم البشارة من عندي!!
زايد أنهى عبارته وغادر الصالة العلوية حيث يجلسون جميعا متجها لغرفته..
ليقف كساب وهو يتوجه لكاسرة بخطوات ستخترق الأرض وهو يشدها بيده السليمة ويهتف بغضب مكتوم:
قدامي على غرفتنا!!
كاسرة تقدمت أمامه بكل بساطة.. ربما لم تكن تخطط أن تقول لوالده قبله..
ولكنها هكذا حدثت..
وهي سعيدة جدا أنها هكذا حدثت..
وكأن الله يدخر لها هذه الطريقة الرائعة لرد الصفعة لكساب.. بل لرد الصفعات!!
رغم أنها في داخلها تمنت بكل اليأس أن يكون أول من يعلم.. ولكن كل شيء في حياتها معه مبتور.. ولن يكون خبر حملها هو الاستثناء!!