بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والتسعون
" نطلع نتمشى شوي؟؟"
جميلة تنظر لساعتها وتهمس باستغراب: ذا الحزة؟؟
ابتسم فهد ابتسامة مبتورة: أنتي في مصر.. ماعندهم كلمة (ذا الحزة)!!
حتى لو نزلتي الفجر لقيتي الشوارع مليانة..
جميلة بتردد: ماعليه.. أنا تعبانة شوي.. وأنت بكرة دوامك بدري!!
فهد تسربل بالسكون.. وهو يتجه للحمام ليستبدل ملابسه ويتوضأ..
فهو فعلا مرهق.. ويريد أن يصلي وينام!!
ممزق تماما بين أفكاره.. ومشاعره. ويأسه..
منذ البارحة وقراره المفاجئ بأخذها وتمزقه يزداد..
فهو فعلا كان يريد أن يتركها خلفه.. رغم أن ضيقا غريبا كان يكتم على نفسه كلما تذكر أنه سيتركها...
لكنه كان يريد أن يرتاح من كل هذا الشد والتمزق.. ويريحها أيضا منه ومن قسوته وهو يعلم كم بات يمثل لها كابوسا مرعبا!!
كان يريد أن يهرب إلى صفاء يبتعد فيه عن التشويش الذي باتت تسببه له جميلة وهي تضغط عليه بوجودها الغريب..
وتضطره إلى إخراج أسوأ مافيه وهو يبالغ في تجريحها!!
حتى البارحة..
حين عاد للبيت ووجد خالته نورة في زيارة لأمه..
كان لا يريد الجلوس وهو يقبل رأسها ويريد أن يغادر قبل أن تلقي كلمة ما.. ويرد عليها بأخرى..
وهو لا يريد الرد.. فمهما كان تبقى هي أكبر خالاته.. واحترامها واجب..
ولكنها لم تمهله وهي تهمس بنبرة مقصودة: يقولون إنك بتهج بكرة!!
فهد كان واقفا ومستعدا للمغادرة.. التفت لها باستغراب: أهج؟؟
نورة بحزم: إيه بتهج.. وإلا فيه معرس ماله أسبوعين.. يروح دورة ويخلي مرته وراه إلا لأنه هاج منها..
حينها ابتسم فهد ابتسامة مقصودة تماما: معلوماتش غلط ياخالتي..
الدورة مقررة من أول.. وكنت بأروح فيها بروحي..
بس عقب ماشفت مرتي وعرفتها.. مستحيل أخليها...
ما أقدر أصبر عنها ياخالتي.. ما أقدر..
ليه أنتي مادريتي إنها بتروح معي؟؟
نورة حينها نظرت لأم صالح بغضب: صافية ما أنتي باللي قلتي لي إنه بيروح بروحه..؟؟
فهد نظر لوالدته نظرة رجاء فهمتها هي فورا وهي تهمس بشبح ابتسامة:
قلت لش من زمان.. وأنتي ما سألتيني ذا المرة..