نايف شعر حينها أنه يريد أن يقف كل شيء حوله كما وقف قلبه انتظارا لسماع همساتها التي أرهقه التفكير في نغماتها وصداها..
فهولا يوجد لديه سوى التفكير...
سبحان الله كيف تكون خالي البال والروح.. وحين ترتبط بإنسان ما تجد تفكيرك يتدفق تلقائيا نحوه ليشغلك كل ما يخصه..
لم يكن يريد الزواج.. ولكن ما أن ارتبط اسمه بها حتى وجدها تشغل تفكيره كما هي فطرة البشر السليمة!!
تعالى رنين الهاتف.. ودقات قلبه تتعالى معه..
وهو يسب ويشتم في داخله.. لأن الهاتف يكاد يصمت من الرنين دون أن يرد عليه أحد..
وكاد قلبه يتوقف فعلا حين سمع الرد وهمسها يتعالى في فضاء السيارة في الثانية الأخيرة قبل أن يصمت الهاتف عن الرنين...
همسها الرقيق الرزين الهادئ: هلا علوي!!
غريبة متذكرتنا.. من عقب الدكتور وأنتي ماتعبرين حد!!
نايف يهف على نفسه بحركة تمثيلية وهو يهمس لعالية بصوت منخفض:
ياويل حالي.. هذا الصوت الأنثوي مهوب صوتش اللي تقولين مكينة سيارة خربانة!!
عالية تشير له بيدها (زين أوريك) وهي تهمس لوضحى بمرح: أبد طريتي علي يا الدبة..
كان عبدالرحمن اليوم يحكي لي إنه درسش مرة مادة اختيارية!!
نايف انعقد جبينه بغضب (يعني هو يدرسها وأنا حتى ما شفتها!!)
وضحى ضحكت برقة: يا النصابة.. أنا سجلت المادة كانت بدون اسم دكتور..
ويوم خذها ولد عمتي... رحت وحذفتها على طول!!
عالية تضحك: زين أنتي شكلش في السيارة!! شأخبار تجهيزاتش؟؟
وضحى بهدوء: هذا إحنا رايحين جايين.. الحين رايحين أنا وأمي للسيتي سنتر!!
توصين شيء؟؟
عالية بعفوية: تسلمين.. حتى أنا بأروح للسيتي... بس بأمر السد أول..
وضحى تبتسم: كان ودي أقول أشوفش هناك... بس أنا بأنزل هناك الحين.. وعلى ماتجين بأكون رحت..
خلينا مرة نطلع كلنا سوا.. أنا وأنتي وسميرة ومزون!!
عالية بإبتسامة: خير.. ليش لا؟؟
تبادلا بضعة عبارات قبل أن ينتهي الاتصال لتتفاجأ عالية بالطريق همست باستغراب:
وين رايحين؟؟
نايف بثقة: للسيتي..
عالية بذات الاستغراب: بس أنا قلت لك أبي السد اول..