جزء 60

12K 121 9
                                    


بين الأمس واليوم/ الجزء الستون

كانت تمشي بهدوئها المعتاد..

عدا أن كاحلها مازال يؤلمها قليلا وهي لا تريد أن تثقل خطواتها عليه..

كانت في البداية تمشي بعفوية وذهنها خال تماما..

ولكنها بدأت تشعر بالتوتر لأنها شعرت أن هناك من يتبعها..

أسرعت قدر ما استطاعت.. ولكنه أسرع كذلك..

والممر بين المستشفيين طويل جدا.. وشبه خال من المارة...

حينها سمعت ذات الهمس الرجولي العميق الهادئ الذي سمعته اليوم صباحا:

تكفين اسمعيني دقيقة..

أنا والله بأموت من الحرج.. ماسويتها وأنا مراهق أسويها الحين..

شعاع أسرعت في مشيتها أكثر وهي تشعر بالرعب والخجل وتكاد تنكفئ على وجهها.. دون أن تنظر ناحيته أبدا

بينما همس لها بضيق:

تكفين لا تحرجيني أكثر.. أبي أدري بس أنتي بنت من..

والله العظيم أن قصدي شريف..

شعاع حينها بدأت تشهق وهي تحاول الهرب..

وعلي كان على وشك التهور ليخبرها ما اسمه حتى تطمئن له..

لكنه رأى هذا التصرف خال من العقلانية تماما..

فهي قد تأخذ الاسم وتقدم شكوى معاكسة ضده.. حينها كيف سيكون موقفه أمام عمله وأسرته.. وحتى أهل زوجته المفترضة!!

علي أصر عليها برجاء أشد كما لو أن حياته كلها تتوقف على جوابها:

تكفين أنا حالتي حالة من صبح.. عقلي طار مني..

تكفين بس قولي لي أنت بنت من؟؟

شعاع بصوت مكتوم بين شهقاتها: تكفى ..أنا مرة متزوجة لا تفضحني.. لا تفضحني..

علي بصدمة كاسحة والكلمات تفر منه والدنيا تعتم أمامه وتتفجر بالسواد:

مستحيل تكونين متزوجة.. مستحيل.. ماني بغبي ونفسي دنية لذا الدرجة..

وأنا دعيت ربي.. دعيته.. مستحيل يخذلني..

شعاع تزداد شهقاتها الخافتة رعبا: والله العظيم إني متزوجة..والله العظيم

تكفى لا تمشي وراي..

تكفى لا تفضحني..

حينها توقف علي تماما.. بينما أكملت هي طريقها بذات السرعة..

كما لو أن كل عفاريت الأرض تطاردها..

وقف لأنه شعر كما لو أنه ذُبح في التو واللحظة..

بين الامس واليومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن