بين الأمس واليوم/ الجزء التاسع والخمسون
شعاع حين علمت أن المصعد تعطل..
شعرت أن أعصابها أُصيبت بالشلل..
" يعني طول عمري مرعوبة من المصاعد
ويوم قررت أركب يتعطل فيني
لا ومعي رجّال وبروحنا"
تناولت هاتفها وهي ترتعش برعب حقيقي.. حاولت الاتصال بجوزاء..
ولكن الإرسال عن مقطوعا في داخل المصاعد كالعادة..
ألقت حقيبتها أرضا لأنها كانت عاجزة حتى حمل نفسها
وهي تتسند بظهرها على آخر المصعد..
وتمنع نفسها من التفكير بشيء حتى ألم كاحلها الذي نسته في خضم رعبها..
وهي تشد له نفسا عميقا وتكثر من الدعاء..
علي حين توقف به المصعد.. كان خاليا إلا من شعور حرج أن المصعد أغلق عليه ومعه امرأة لوحدهما
تناول هو أيضا هاتفه بثقة ليتصل بكساب.. ليجد الإرسال متعذرا أيضا..
اتصل بطلب نجدة المصاعد المعلق في المصاعد.. ولكن لم يجبه أحد..
شعاع حينما رأت الرجل يتصل ولا أحد يجيبه..
بدا ارتعاشها يتزايد ومحاولاتها لعدم التفكير تتبخر
وبدأت تشعر أن جدران المصعد تتقارب لتطبق على أنفاسها..
ثم جلست على الأرض وهي تضم ركبتيها لصدرها وبدأت ترتعش بشكل فعلي واضح
وهي تحاول منع نفسها من البكاء أمامه..
علي صُدم من ردة فعلها المبالغ فيها.. هتف بنبرة تهدئة بصوته الهادئ العميق:
يا أختي اذكري الله.. أنا أتصل والحين بيردون علي..
لا تخافين من شيء.. هذا ظرف طارئ وأنا حسبة أخيش..
حاول الاتصال مرة أخرى أمامها علهم يجيبون فتهدأ.. ولكنهم لم يجيبوا..
حينها بدأت تصرخ.. وهي تصيح بنبرة مختنقة:
بأموت والله العظيم بأموت..
تكفى يأخي كلمهم.. واللي يرحم شيبانك كلمهم..
علي بدأ يتوتر من حالتها غير الطبيعية
" أكيد هذي خبلة!!
الله يستر لا يصير لها شيء ومامعها في الأصنصير إلا أنا"
شعاع بدأت تشعر بالاختناق الفعلي الناتج من رعبها الحقيقي من المصاعد..