بين الأمس واليوم/ الجزء الحادي والسبعون
كانت كاسرة قد أصبحت قريبة جدا من الدرج حين وقفت لثوان..
رغما عنها شعرت أن قلبها يعتصر إلى حد الإجهاد..
غرفته قريبة جدا.. تكاد تشعر برائحة عطره تعبق في الجو فعلا..
كما لو كان عبر المكان منذ ثوان فقط..
يا الله كم اشتاقت له.. ولعطره.. ولصوته.. وحتى للؤمه وخبثه !!
تنهدت بوجع عميق وهي تتحرك متجهة للأسفل..
لتتفاجأ برائحة العطر -التي كانت تظنها طيفا- تحيط بها تماما.. إحاطة السوار بالمعصم حتى دخلت أقصى حويصلاتها الهوائية!!
ويد قوية جدا تطبق على فمها..
والأخرى تحيط بخصرها وتكتف ذراعيها لجنبيها وتحملها لتسحبها بخفة إلى مكان تعرفه جيدا..!!!
لم تستطع أن تستوعب شيئا حتى سمعت صوت إقفال الباب.. وهو يشدها لآخر غرفة الجلوس في جناحه..
حينها أفلتها.. لتراه واقفا أماما.. بكامل أناقته كابن للعريس أو ربما والده..
بكامل بروده وثقته.. وصفاقته !!
اتسعت عيناها بشدة الصدمة الكاسحة غير المتوقعة وجسدها يرتعش..
ولشدة صدمتها وغضبها وقهرها..لم تعلم ماذا تقول أو تفعل.. كل ماخطر ببالها هو سيل شتائم لا ينقطع.. كان بعض شذراته المتناثرة:
والله العظيم أنت مجنون.. مجنون.. مكانك مستشفى الأمراض العقلية
أنت حرام يخلونك تمشي بين البشر..
أنت أساسا خطر يخلونك فالت كذا.. أنت فاقد الأهلية.. خبل.. ورأسك مافيه ذرة عقل..
أجابها ببرود وهو يلوح بالمفتاح وبهاتفها في يده: خلصتي شتيمة؟؟
كاسرة تكاد تجن من الغضب: عطني المفتاح خلني أطلع.. أكيد أختك الحين تدور لي..
كساب بثقة : عادي لو نزلت ومالقتش بتظنش رحتي للبيت..
كاسرة بغضب متزايد: أخواني بيدورون لي الحين..؟؟
كساب بذات الثقة: صدقيني ماحد بيدور لش.. كل واحد بيدخل غرفته ويسكر على نفسه..
ولو دوروا عادي.. خلهم يدرون إنش قررتي ترجعين لي..
كاسرة تكاد تموت من شدة القهر: أنا قررت أرجع لك؟؟
كساب بابتسامة واثقة: أجل ويش.. بتقولين لهم إني خطفتش..
عيب عليش.. عيب عليش.. مرة وش كبرش وتقولين رجالش خطفش..