ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين الأمس واليوم/ الجزء الخامس والثمانونمضى له نصف ساعة وهو يجلس في مجلس تميم الخالي.. الساعة تجاوزت الثانية عشرة..
وحتى المقهوي يبدو أنه نائم...
حرج خانق خانق وجارح يتعاظم في روح نايف.. ولكنه لم ولن يهرب من المواجهة..
مادام قد تصرف هذا التصرف فلابد أن يحتمل نتائجه!!
مشاعر عميقة ومتضادة ومشوشة تصطخب في روحه..
غضب عارم منها.. وإعجاب ملتبس لا معنى له بها!! وضيق عميق من رعونتها!!
غاضب منها لأنها وضعته في هكذا موقف محرج وهو في الختام يبقى زوجها..
فكيف هان عليها أن تبعثر كرامته بهكذا موقف؟!!
معجب بغرابة مخفية باستقامتها التي هي مطلب كل رجل في زوجته!!
ولكنه متضايق تماما ولأبعد حد من رعونتها..!!
فهذا التصرف الذي تصرفته مطلقا لا يدل على الدبلوماسية التي كان يجب أن تتصرف بها في هكذا موقف..
فهو ختاما زوجها.. وإن ارتكب شيئا ضايقها.. كان لابد أن يكون التصرف بينهما..
فإدخال شقيقها الآن سيجعل الموضوع يكبر... ومايخشاه نايف هو تبعات هذا التدخل..
مازال لا يتخيل ما الذي سيعاتبه به تميم.. وإلى أي مدى سيصل العتاب؟!!
كان مشغول التفكير تماما بالذي سيحدث وهو يضع سيناريوهات لحضور تميم وكيف سيكون العتاب ومامداه..
وكل الصور بدت له مؤذية جارحة وهو يقف أمام تميم كطفل مذنب بذنب لا يراه ذنبا أكثر من رغبة مشروعة لكنها مكروهة!!
أمر لم يكن يستحق كل هذا الشد وكان يمكن حله بينهما فقط!!
كانت هذه أفكاره التي غرق فيها.. حتى وصلته الرسالة الثانية من تميم التي بعثرت تفكيره تماما:
" توكل على الله وروح لبيتكم..
أنا بأعدي الموضوع ذا المرة عشان خاطر وضحى.. واحترام إنك رجالها..
الاحترام اللي هي مالقته منك"
نايف اتسعت عيناه غيظا.. وكان سينفجر غضبا بكل معنى الكلمة..
أ يحضره لمجلسه لإحراجه فقط؟!!
ا يجعله لعبة له وهو يحضره بهذه الطريقة المحرجة ويصرفه بطريقة أكثر إحراجا؟!!