عند شروق شمس يوم جديد في تلك القرية المسالمة، خرجت ياسَمين لجلب الماء من النهر، مرت على بيت نرجس وسألت عنها فأخبرها والداها أنها لم تستيقظ بعد لذا اتجهت إلى هناك وحدها..
كان فارس متجها نحو بيت ياسَمين عندما رآها خارجةً من البيت فقرر أن يتبعها دون أن تشعر بذلك..
عند النهر ملأت ياسَمين الجرتان التي كانتا معها بالماء وتوقفت لترتاح قليلا، وبينما هي واقفة تسلل فارس نحوها وحضنها من الخلف وقال لها: اشتقت لك كثيرا..
: مالذي تفعله.. ابتعد عني..
ابعدت ياسَمين فارس عنها ووقفت مواجهةً له وقالت: كيف تتسلل خلفي هكذا..
: اشتقت لك وأردت مفاجأتك..
: ألاّ تخشي أن يرانا أحد..
: وماذا في ذلك.. أنتي حبيبتي والجميع يعرف ذلك..
رفعت ياسَمين الجرتان واحدةً تلو الأخرى وأعطتهما ل فارس وقالت: أمسك هاتان..
: انهما ثقيلتان.. احملي واحدة..
: هذا عمل الرجال.. أم أنك لست رجلا..
: هل تريدين أن تعرفي..
ابتسم فارس ابتسامة استفزازية واحمرت خدود ياسَمين وتمتمت: أحمق..
سارت ياسَمين نحو بيتها وتبعها فارس وهو يضحك..في المنزل دخلت ياسَمين للمطبخ لاعداد الافطار وجلس فارس يراقبها، سألته: هل تناولت فطورك..؟
: لا لم أتناول شيئا.. ماذا ستطبخين..؟
: سأري مايوجد لدي..
: رائع.. سأحظي بفطور جميل مع حبيبتي وحدنا..
لم يكمل فارس كلامه تماماً حتي فُتح الباب بقوة ودخلت نرجس وهي تصرخ: ياسَمين.. لما ذهبت وتركتني.. كان عليك انتظاري..
عندما وقعت عيناها على فارس قالت له: أنت هنا.. لم أنتبه لك..
: مزعجة.. دائما تخربين اللحظات الجميلة..
: ماذا قلت..!
: قلت أنك تفسدين اللحظات الجميلة..
: أكنتما تنويان فعل شيئ ما..!؟
: لا تهتمي به يا نرجس.. إنه يثرثر كثيرا اليوم..
: هكذا إذا.. أنا جائعة.. هل أعددت الفطور..؟
: ثواني وسيكون جاهزا..
: ومن سمح لك أن تتناولي فطورك معنا..
: صديقتي من تعد الطعام ولا دخل لك فيها..
: تقصدين حبيبتي..
: لا.. أقصد صديقتي الرائعة..
: مزعجة.. سأقتلك يوم ما..
: لن تستطيع إن قتلتك أنا أولاً..
أخرجت نرجس لسانها لتستفز فارس ، وكان فارس على وشك أن يدخل معها في شجار بالأيدي إلا أن ياسَمين تدخلت في الوقت المناسب واضعةً الطعام أمامهما ثم جلست على كرسيها وقالت: يالكما من طفلان.. لا أدري لما لايمكنكما التحدث معا مثل الناس.. لا تعرفان سوى الشجار..
: قولي هذا الكلام لصديقتك.. فهي تبدو كالصبية بأفعالها..
: على الأقل لا أبدو كطفلٍ متبجح..
: ماذا قلت..؟
: توقفا وكُلاَ طعامكما رجاءً..
تناولوا طعامهم ثم غادر كل من فارس و نرجس..في المساء جاء فارس و نرجس للسهر عند ياسَمين وجلسوا يتحدثون معا، قالت نرجس : هل سمعت يا ياسَمين..
: ماذا..؟
: لقد تمت خطبة رامي و ميس رسمياً، وقد حددا موعد زفافهما..
: حقا.. هذا رائع..
: و ميس تبدو سعيدة جدا.. لم تخلع خاتم الخطبة من يدها أبدا..
: انها محظوظة..
: صحيح.. هل سمعت عن الدكان الذي افتتح مؤخرا في قريتنا..؟
: تقصدين دكان المجوهرات الذي يجلب بضاعته من الامبراطورية العظمي..
: أجل.. لقد اشترى رامي الخواتم منه.. وهي رائعة جدا..
تدخل فارس : لن تكون رائعة أبدا إن كانت من تلك الامبراطورية..
عارضته نرجس : بل هي رائعة جدا.. أظن أن كل فتاة ترغب بارتداء مجوهرات مثلها..
أصر فارس : إن أي شيئ يتعلق بتلك الامبراطورية سيئ مثل امبراطورها..
تسألت ياسمين : أنت تكرهها بشدة..؟
: وكيف لا أكرهها وهي تستعمر القرى وتقتل الناس..
: حسنا.. دعونا من ذلك.. لنتحدث عن شيئ أخر.. مارأيك أن نخرج في نزهة غدا ياسَمين..
: أنا موافقة..
: وأنا سأذهب معكم..
: من قال أننا نريدك معنا، سنذهب أنا و ياسَمين فقط..
: لا تنسي أنك الدخيلة هنا.. أنا و ياسَمين سنذهب وحدنا..
: ها قد بدأنا..
تمتمت ياسَمين وهي تجمع أكواب الشاي واتجهت للمطبخ لتملأها مجددا، عند عودتها سألتهما: هل توصلتما إلى اتفاق..
أجاب فارس : أجل.. سنذهب جميعا..
: وسندعوا ميس و رامي أيضا للذهاب معنا..
: سنستمتع كثيرا..
: سنذهب بعد شروق الشمس..
أنت تقرأ
سحر الإمبراطورية
Romanceماهو الحب... لطالما تسألت بينها وبين نفسها عن معني الحب... هل هو أن تحضنك أمك وتقبلك بين الحين و الأخر، أم هو أن يقلق عليك والدك إن تأخرت في العودة، هي لم تعرف والداها فكيف ستعرف الحب.. هذا ما كانت تظنه.. فارس : أعدك أنني لن أتركك أبدا وسأحبك إلى أخ...