part 40 : النهاية

61 5 16
                                    

في غرفة الاجتماعات حول الطاولة الدائرية كان يقف فارس يشرح خطته ل ياسَمين وخمسة من الضباط..
: بهذه الطريقة قد يمكننا حماية القصر منهم..
: هل أنتَ متأكد من نجاحها..؟
: لست متأكداً.. لكن الجيد في الأمر أنّ لدينا عدة أيام قبل وصول جيش الإتحاد للمدينة نستطيع خلالها تدريب الجنود على الخطة..
: ومتي سنبدأ..؟
: منذ الأن.. ليأخذ كل واحدٍ منكم عدد الجنود المتفق عليه وليبدأ بتدريبهم..
وقبل أن ينهي فارس كلامه دخل أحد الجنود ووقف أمامهم وقال: سيدي.. جيش الاتحاد.. وصل إلى مشارف المدينة..
: ماذا تقول..!؟
: وصلنا خبر من الحدود أن الجيش سيصل إلى مركز المدينة خلال وقت قصير..
: ماذا سنفعل..؟
كان فارس يصُّر على أسنانه بغضب ويشد على قبضة يده، قال: مثلما قلت.. ليأخذ كل واحدٍ منكم عدد الجنود المتفق عليه ولننفذ الخطة..
: حسناً..
خرج الضباط من الغرفة فنظر فارس إلى أحد الحرس وقال له: اطلب من جميع الحرس في القصر أن ينضموا إلى الجنود.. الجميع دون استثناء..
: أمرك سيدي..
نظر إلى حارس أخر وقال: أعطي أمرا للخادمات والخدم أن يغادروا القصر.. اشرح لهم مايحدث وأمرهم بالخروج من البوابة الخلفية للقصر..
: أمرك سيدي..
خرج الحراس من الغرفة كل إلى عمله، تقدمت ياسَمين من فارس وقالت: هل سيستطيعون التصدي لهم..؟
: أنا لا أدري.. أين نورس..؟
: إنه مع نرجس في جناحها..
: لنذهب إليهما..
أمسك فارس يد ياسَمين وجرَّها خلفه نحو جناح نرجس ، دخلا إلى الجناح فوجدا نرجس تلاعب نورس ، تفاجأت نرجس من دخولهما معاً، قالت: مالأمر..؟ ما بكما..؟
: لا وقت للشرح.. تعالا معنا..
حملت ياسَمين نورس ولحقتها نرجس ليخرجوا خلف فارس ، قادهم فارس نحو جناحه وأدخلهم غرفته وقال: ابقوا هنا.. لا تخرجوا حتي أتي لاصطحابكم..
: أين ستذهب..؟
: سأتفحص الجنود..
: قد تتأذي.. ابقي معنا..
نظر فارس إلى ياسَمين فرأى معالم الخوف واضحةً على وجهها، اقترب منها وأمسك وجهها بين يديه وقبل جبهتها وقال: لا تقلقي.. سأعود..
خرج فارس وبقيت ياسَمين و نرجس مع نورس ينتظرون ماذا سيحل بهم..

مرت ساعاتٌ دون أن يحدث شيء والقلق كان الوحيد المسيطر وصوت الركض والصراخ هو كل مايمكن سماعه من الخارج، كانت ياسَمين تنتظرُ على نار أي خبر من فارس وكلما حاولت الخروج منعتها نرجس..
كانت ياسَمين تتحرك ذهاباً واياباً في الغرفة، فتح باب الغرفة بقوة ودخل منه فارس..
: ماذا يحدث في الخارج..؟
التقط فارس أنفاسه وقال: هُزم جنودنا.. جنود العدو أصبحوا في حديقة القصر.. يجب أن نغادر القصر حالاً..
: كيف سنغادر..؟
: سنحاول الخروج من الباب الخلفي ثم ن.....
وقبل أن يكمل كلامه فتح الباب ودخل منه بعض الجنود، تقدم أحد الجنود وهو يمسك سيفه وقال باستهزاء: جلالة الإمبراطورة هنا.. لم أتوقع أنني سأحظي بشرف رؤيتك..
سحب فارس سيفه وقال: اياك أن تقترب..
: وماذا ستفعل إن اقتربت..؟
: سأقتلك..
اقترب الجندي من فارس فاندفع نحوه فارس وأخذ يبارزه حتي قتله، اقترب جندي أخر ليبارز فارس فبارزه فارس وكاد أن يقتله إلى أن تدخل جندي أخر وطعن فارس غدراً في صدره..
سقط فارس أرضاً ودمائه سالت على أرضبة الغرفة، نظر بعينيه إلى ياسَمين فرأها تصرخ والدموع تهطل من عينيها كأنهارٍ جارية..
نظر إليها مودعاً الفتاة التي قضي عمره يحبها ويحلم بزواجه منها وعندما كاد حلمه أن يتحقق سُرقت منه..

تقدم الجندي خطوتين نحو ياسَمين و نرجس فتقدمت نرجس نحو الجندي الملقي على الأرض والتقطت سيفه بسرعة، أشهرت السيف في وجه الجندي فقال: مالأمر يا جميلة.. هل ستقتلينني..!؟ لا تقلقي أنا لم أتي من أجلك.. اتركي سيفك ولن يصيبك مكروه.. أنا أتيت من أجل الإمبراطورة..
: في أحلامك.. لن تصل للإمبراطورة إلاَّ على جثتي..
وقفت نرجس أمام ياسَمين فأمسكت ياسَمين بكتفها وقالت: توقفي يا نرجس.. لا تقاتليه.. إنه يريدني.. خذي نورس وارحلا من هنا.. أرجوك..
: يستحيل أن أترككِ ياسَمين.. أنتِ أختي.. لن أهرب وأترككِ أبداً..
تقدمت نرجس نحو الجندي وبارزته حتي أنهكت ليخترق سيف العدو قلبها الوفي الذي كان كل ذنبه أنه ضحي من أجل الصداقة..

عندما رأت حبيبها يُقتل أمامها دفاعاً عنها ثم صديقتها قُتلت دفاعاً عنها هي أيضاً، قررت ياسَمين أن لا تكون ضحيةً سهلة وأن تدافع عن نفسها وطفلها حتي أخر رمق..
حملت السيف من يد صديقتها وقاتلت به الجندي، رغم أنها كانت المرة الأولي التي تمسك بها السيف ورغم أنها لا تعرف شيئاً عن القتال بالسيف إلاَّ أنها قاتلت وقاتلت حتي اخترق السيف قلبها لتقع على ركبتيها..

اقترب منها نورس وهو يبكي ويصرخ في حضنها وهو يتمتم: أمي.. مابكِ.. أنتِ.. ملطخة بالأحمر.. مثل أبي..
حضنت طفلها ونظرت للجندي وهو يقترب من الطفل فقالت بصوت واهن: اتركه.. إنه طفل.. لا تقتله أرجوك.. إنه طفل..
رفع الجندي سيفه وقال: أنا أسف.. لا يجب أن يبقي أحدٌ من نسل الإمبراطور حياً..
أنزل سيفه ليغرسه في ظهر الطفل وهو بين يدي أمه، لفظ نورس أنفاسه الأخيرة في حضن أمه ولم تستطع حمايته..
سقط نورس أرضاً لتسقط بجانبه ياسَمين وتلفظ أخر أنفاسها وطفلها الصغير ميتٌ في حضنها..

مات حبيبها وصديقتها وطفلها.. فلماذا تبقي هي حيةً إذاً.. كيف ستحلو الحياة إذا غادرها كلُ من نحب.. العالم أصبح أسوداً في عينيها.. وشريط حياتها مرَّ أمامها بسرعة.. وأيقنت أن العالم الأخر في انتظارها فاتحاً أبوابه لاستقبالها لتكون مع من تحبهم وغادروا قبلها..

كُتبَ عليَّ هذا.. أنْ لا تكتملَ قصةُ حبي.. أن تموت أمام ناظري.. لكن.. أن أمُوت معك.. هذا أفضل من أن أعيش ألمَ فقدانكَ مجدداً.. ربما في العالم الأخر سنستطيع العيش معاً.. حيث لا شيئ سيفرقنا.. لا حروب ولا معارك ولا أيُ شخص.. هناك سنكون معاً.. أنا وأنت.. وطفل جميل يشبهك...

_________________________________________

سحر الامبراطورية..
ليست مجرد رواية.. جزء من قلبي وذاكرتي.. اول تجربة لي في كتابة الرواية..
كنت متخوفة جدا قبل كتابتها من ألا استطيع صياغة مايجول في خاطري.. كنت ارى انني لست ندا لأن اكتب رواية طويلة.. ترددت طويلا وفكرت كثيرا.. ثم عزمت على امرى وكتبتها..
بفضل الله.. هاهي اليوم قد وصلت لنهايتها.. وكما كنت اتخيل..
شكرا متابعين سحر الامبراطرية على متابعتكم وصبركم على التنزيل.. اتمني ان تتابعوا ماانشر في القادم.. دمتم بخير..

رأيكم في الرواية يهمني..
رأيكم في الثنائيات..؟ وأي ثنائي حبيتوه أكثر..؟
ياسمين و فارس..؟
ياسمين و افتيموس..؟
نرجس و اتيكوس..؟
ميس و رامي..؟
شخصيتكم المفضلة..؟
اكثر موقف حبيتوه في الرواية..؟
اكثر شيئ كرهتموه فيها..؟

ختاما..
انتظر متابعتكم لأعمالي القادمة..
قريبا < زرنيخ >

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 06, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

سحر الإمبراطوريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن