part 39 : بديل

32 5 10
                                    

بعد أسبوع...
كانت الإمبراطورية غارقةً بالكامل في الحزن على امبراطورها والحيرة بخصوص المصير الذي ينتظرها، في مكتب الإمبراطور كانت ياسَمين ترتدي الأسود حداداً وتجلس على كرسي أمام المكتب منتظرة قدوم فارس ، لحظاتٌ ودخل فارس وجلس على الكرسي المقابل لها..
: إذاً.. هل اتخذتِ قراركِ..؟
: ليس بعد.. تحمل مسؤولية امبراطوريةٍ كاملة شيئ صعب..
: لكن الوزراء أجمعوا على أن تأخذِ مكان الإمبراطور وتحكمي الإمبراطورية..
: أنا لا أفقه شيئاً في أمور الحكم..
صمتت قليلاً ثم نظرت ل فارس وقالت: أنتَ المستشار الأول للإمبراطور.. الأنسب أن تصبح أنتَ امبراطوراً..
نظر فارس إلى ياسَمين نظراتٍ مندهشة وقال بتعجب: أنا.. تريدينني أن أصبح امبراطوراً..!؟
: لما لا.. لقد كان يثق بك..
تذكر فارس كلمات افتيموس فظل صامتاً للحظات يفكر ثم قال: مارأيك ياسَمين.. هل تعتقدين أن افتيموس كان يعرف من أكون..؟
: ماذا..!؟ لا لا أظن ذلك.. كيف سيعرف..
: لكن.. عندما قال أنه يثق بي مثلما تثق بي ياسَمين.. كان ذلك غريباً..
: ربما لم يكن يقصد شيئاً..
: لما لم يقل أنه يثق بي وحسب.. لما قال ياسَمين وليس ايزس.. أظن أنه كان يعرف من أنا..
: مستحيل.. ربما قال ذلك لأنك مستشاره.. أعني.. من الطبيعي أن أثق بك لأنك مستشار الإمبراطور..
: علاقتي معكِ ك اريك لم تتجاوز الرسميات.. حتي أن حديثنا كان يدور عن السياسة وحسب.. كيف ستثقين بي وأنتِ لا تعرفينني جيداً.. ثم.. ليس من المفترض أن أعرف أن اسمكِ ياسَمين.. لا أحد في القصر يعرف ذلك..
: لكن.. إن كان يعرف لما لم يقل ذلك.. لما لم يحاول حتي ابعادكَ عني..
: هذا مايحيرني.. افتيموس ذكي ومن الواضح أنه كان يعرف أنني فارس حبيبكِ.. لما لم يحاول قتلي أو سجني أو حتي ابعادي عن القصر..؟
: أنا لا أدري..
صمتت قليلاً ثم قالت: دعنا من ذلك الأن.. مارأيكَ فيما قلته لك.. هل أعرض الأمر على الوزراء..؟
: لا..لا تفعلي..
: لماذا..؟
: هناك شيئ أهم الأن..؟
: ما هو..؟
: أخبرني أحد الضباط الناجين من الجيش أن جيش الإتحاد سيصل إلى هنا خلال بضعة أيام.. هدفهم السيطرة على القصر ولن يتوقفوا حتي يفعلوا ذلك..
: وماذا ستفعل..؟
: سأعيد تشكيل الجيش من الجنود الناجين من المعركة وحرس القصر.. لن يكون العدد كافياً لمحاربتهم.. لكن حماية القصر ستكون هي هدفنا..
: هل تستطيع القيام بذلك..؟
: أجل.. لقد أمرت أن يجتمع كل الجنود والحرس في ساحة القصر الأمامية.. لابد أنهم مجتمعون وينتظرونني الأن..
وقف من مكانه وقال: سأذهب الأن..
وقفت وقالت: أتمني لك التوفيق..

في المساء كانت ياسَمين جالسةً في جناحها وحدها، دخل نورس وهو يمسك يد فارس ويجره خلفه وخلفهما الخادمة مينا..
قال نورس بفرح: أمي.. لقد علمني اريك لعبةً جديدة..
ردت بابتسامة: حقا.. وهل استمتعت..؟
: كثيرا.. لقد.. لعبت.. حتي.. شعرت.. بالتعب..
كان نورس يتثائب بنعاسٍ بين الكلمة والاخرى، قالت له: يبدو أنك متعب جداً.. يجب أن تذهب لتنام وترتاح..
تقدم نورس من والدته وقبلها على خدها وقال: تصبحين على خير أمي..
: تصبح على خير..
: تصبح على خير صديقي اريك..
: تصبح على خير أميري..
خرج نورس برفقة الخادمة بعد أن لوح لهم بابتسام، نظرت ياسَمين ل فارس وقالت له: شكراً لك فارس.. أنت تعامل نورس بلطفٍ جديد..
: لا تشكريني.. أشعر بالسعادة تغمرني كلما رافقني نورس..
اتجه نحو الباب وقال: سأذهب.. تصبحين على خير..
: إلى أين..؟
توقف فارس والتفت نحوها وقال: إلى غرفتي.. هل تحتاجين لشيئ ما..؟
: لا.. لكن..
نظرت إليه وقالت: ابقي معي قليلاً..
بقي صامتاً قليلاً ثم نظر إليها وقال: حسناً..
أزاحت له مكاناً بجانبها فتقدم نحوها وجلس بجانبها، لحظاتٌ وشعر بها ترخي رأسها على كتفه، نظر إليها ثم وضع يده على كتفها وقرَّبها إليه وأرخي رأسه على رأسها فابتسمت..
مرت لحظاتٌ وشعر بها قد نامت، رفعها بين يديه فتشبتت به كطفلٍ صغير فابتسم على منظرها ثم وضعها على السرير، التفت للخلف ليغادر فشعر بيدها تمسك يده، نظر إليها فوجدها تنظر إليه بعينين تائهتين، همست: ابقي هنا.. لا تذهب..
أزاحت له مكاناً بجانبها فنظر له قليلاً ثم استلقي بجانبها، اقتربت منه وحشرت نفسها في حضنه فوضع احدى يديه على ظهرها ويده الأخرى يمسح بها على شعرها، قبَّل شعرها وأخذ نفساً عميقاً وقال: اشتقت إلى رائحة شعركِ الفاتنة..
شدَّت ياسَمين بيديها على ملابسه وقالت: اشتقت إلى حضنك.. إلى صوتك.. إلى دفئك.. لو تعلم كم افتقدتك..
: لو تعلمين كم تعذبت بعيداً عنكِ.. كم تعذبت وأنا أرى افتيموس بجانبكِ وأنا لا أستطيع الاقتراب منكِ.. اشتقت إليكِ.. إلى كل مايجمعني بكِ..
رفعت ياسَمين رأسها لتنظر إليه فالتقت عيناها بعينيه فقال: اشتقت إلى عينيكِ.. أحبكِ ياسَمين.. أحبك..
: أعشقكَ فارس.. أعشق كل تفاصيلك..

استيقظ فارس في الصباح فوجدها ماتزال نائمة، اتكأ على يده وبقي ينظر إليها وهو يمسح على وجهها برقةٍ ويبعد خصلات شعرها عن عينيها، فتحت عينيها مبتسمةً فابتسم لها وقال: أيقظتك..
: لا.. قلبي أيقظني.. أشعر أنني عدت المراهقة ذات السبعة عشر عاماً التي أحبتكَ أول مرة..
نظر فارس إلى عينيها ثم أنزل نظره إلى شفتيها وانحني ليطبع قبلةً عليهما، بادلته القبلة واستمرت قبلتهما لبضع ثواني ثم ابتعدت ياسَمين عن فارس ، نظر لها فابتسمت وأخفضت عينيها خجلاً فابتسم وقال: سأذهب الأن.. أراكِ لاحقاً..

________________________________________

البارت ماقبل الاخير 💔
رأيكم في الرواية لحد الأن..؟
تتوقعوا كيف تكون النهاية..؟

سحر الإمبراطوريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن