part 20 : لقاء

60 6 9
                                    

بقيت صامتةً قليلاً ثم قالت: لا.. لكنني أخشي أن أزعجك بكلامي إن أخبرتك..
: أنت لا تزعجينني أبداً ايزس.. تكلمي..
: لقد كانت لي صديقة لا تفارقني أبداً.. وأنا مشتاقةٌ إليها جداً..
: أهذا سبب بكائكِ حقاً..!؟
: أجل.. جلالتك.. أيمكنني أن أطلب منكَ طلباً..
: ماهو طلبك..؟
: إن سمحت لي.. أريد الاطمئنان عليها..
تنهد افتيموس وقال: حسناً.. ويمكنك احضارها للقصر أيضاً إن أردت رؤيتها..
ابتعدت ياسَمين عن حضنه وهي فرحة وقالت: هل يمكنني ذلك حقاً..؟
: أجل.. لكن بشرط..
: ماهو..!؟
: ألاّ تبكي مجدداً.. تعدينني..
: حسناً..

في اليوم التالي استيقظت ياسَمين بنشاط وبفرح، استحمت وارتدت ثوباً بسيط طويل الأكمام أحمر اللون واكتفت بارتداء أقراط من الياقوت وخرجت لقاعة الطعام وهي تدندن..
كان الامبراطور جالس على كرسيه و اتيكوس جالسٌ على يساره عندما فتح الخادم الباب لتدخل ياسَمين ، نظر إليها افتيموس وهي تحي الجميع بصوت يغمره النشاط ثم جلست في مكانها..
همس لها افتيموس : لم أكن أعلم أن رؤيتكِ لصديقتكِ ستجعلك سعيدةً هكذا..
: شكراً لك جلالتك.. هذه السعادة بسببك..
تدخل اتيكوس قائلاً: عما تتهامسان..؟
نظر نحوه افتيموس وقال بمزاح: زوجان يتهامسان.. ما دخلك أنت..؟
: ألست صديقك.. ألا يجب عليَّ أن أعرف..
: لا..
: حسنا.. سأتزوج أنا أيضاً وسأجد من يهمس لي..

بعد الافطار عادت ياسَمين لجناحها، وجدت احدى الخادمات تقوم بتلميع الزهريات فسألتها: أين مينا..؟
: إنها في المطبخ سيدتي..
: اذهبي وناديها لي..
: أمركِ سيدتي..
بعد لحظات أتت مينا وانحنت قائلة: طلبتني سيدتي..
: أجل مينا.. أنا بحاجةٍ لمساعدتك.. هل يمكنك ذلك..؟
: أنا تحت أمركِ سيدتي..
: سأرسلكِ إلى مكانٍ ما.. هل تستطعين..؟
: بالتأكيد سيدتي..
: حسناً.. اسمعي إذا...

في القرية.....
كانت نرجس مع والديها جالسين حول مائدة الغذاء عندما سمعوا طرقاً على الباب، فتحت نرجس الباب فقالت لها الفتاة: هل أنتِ الأنسة نرجس..؟
: أجل أنا نرجس.. ومن أنت..!؟
: اسمي مينا.. هل تسمحين لي بالدخول لنتحدث..؟
: بالتأكيد تفضلي..
دخلت مينا مع نرجس وعندما رأت والديها حيتهما ثم اتجهت معها نحو غرفتها، جلست نرجس على سريرها و مينا على كرسي بجواره، قالت: لقد أرسلتني إليك سيدتي ايزس..
تعجبت نرجس وقالت: لا أعرف أحداً بهذا الاسم..
سكتت مينا للحظات ثم قالت: لقد نسيت.. قالت لي أن اسمها الحقيقي ياسَمين..
: قلت ياسَمين..! هل ياسَمين هي من أرسلتكِ إليَّ حقا..!؟
: أجل أنستي..
: هذا يعني أنكِ قادمةٌ من القصر.. صحيح..!؟
: أجل.. أنا احدى خادمات السيدة..
: وكيف حالها.. هل هي بخير..؟
: إنها بأفضل حال.. وقد أرسلتني من أجل أن أخبرك أنها ترغب برؤيتكِ..
: حقاً.. ولكن كيف..!؟
: تريد منكِ المجيئ للقصر..
: هل يمكنني ذلك..!؟
: بالتأكيد.. سيدتي ايزس هي من ترغب برؤيتكِ ولن يمنعكِ أحد..
: مهلاً.. لما تنادينها ايزس..!؟
: الجميع في القصر يعرفها بهذا الاسم.. لم أعلم أن اسمها ياسَمين إلاّ اليوم وقد طلبت مني ألاّ أخبر أحداً بذلك..
: هكذا إذاً.. أخبريني كيف هي ياسَمين..؟
: إنها رائعة.. سيدتي لطيفةٌ جداً وتعامل الخدم باحترام وكأنهم ليسوا خدم بل أشخاصاً مهمين.. لم تمر على القصر نبيلةٌ مثلها.. أنا سعيدةٌ لأنني أخدمها..
تمتمت نرجس ببسمة: لم تتغير..
تابعت: متي يمكنني الذهاب لرؤيتها..؟
: متي ما تريدين أنستي.. لقد أمرتني سيدتي أن أبقي معكِ حتي تأتين للقصر..
: رائع.. لنذهب اليوم إذاً..
: إذا ذهبنا اليوم لن نصل حتي وقت متأخر.. لذا من الأفضل أن نذهب غداً في الصباح الباكر..
: حسناً.. ريثما أجهز نفسي وأخبر والداي.. وأنتِ مينا ابقي الليلة عندنا..
: شكراً لكِ أنسة نرجس.. هذا لطفٌ منك..
أخبرت نرجس والداها بكل ماقالته مينا وأنها ستذهب لرؤية ياسَمين في القصر الامبراطوري، نامت مينا الليلة لدى نرجس ، وأما نرجس فلم تستطيع النوم طوال الليل من شدة شوقها لرؤية صديقتها التي غابت عنها أكثر من أربعة أشهر، وفي القصر لم يكن حال ياسَمين أقل من حال صديقتها، لم يغمض لها جفن وهي تفكر كيف ستستقبل صديقتها وكم من الأشياء ستحدثها عنها..

سحر الإمبراطوريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن