ابتسمت ياسَمين وهي تتذكر تلك الأيام، عندما كانت طفلة تلهو وتلعب دون أن يغزو قلبها شيئ من قلقٍ أو هم، أيامٌ كان أسوء شيئ فيها ألاّ تحصل على فستان جديد..
: ياسَمين.. سأعود الأن للقرية وسأتي بعد يومين.. ريثما أوضب أغراضي..
: حسنا كما تريدين.. سأستدعي مينا لتذهب معكِ..
رحلت نرجس وبرفقتها مينا بينما توجهت ياسَمين نحو مكتب الامبراطور..طرقت ياسَمين الباب فسمح لها الامبراطور بالدخول، كان افتيموس يتناقش مع اتيكوس في بعض الأمور وعندما دخلت ياسَمين استأذن اتيكوس وخرج ليتركهما وحدهما..
تقدمت ياسَمين نحو افتيموس بعد أن حيته فطلب منها الجلوس فجلست على الكرسي أمام المكتب، ترك افتيموس مكانه خلف المكتب وجلس على الكرسي الذي يقابلها فقالت: أرجو ألاّ أكون قد أفسدت عملكما..
: لا أبداً.. يمكننا المتابعة لاحقاً.. من الجميل أن تزوري مكتبي..
: شكراً لك.. في الحقيقة.. أريد أن أخبرك بشيئ..
: تفضلي.. أنا أستمع لك..
: لقد جائت صديقتي للقصر اليوم..
: علمت بذلك.. استمتعت معها..؟
: كثيراً.. مضي وقتٌ طويل لم نجلس فيه معاً..
: هل هي صديقتك المقربة..؟
: أجل.. إنها كأختي.. تربينا معاً منذ كنت في الثالثة بعد وفاة والدَاي.. ومنذ ذلك الوقت نحن لم نفترق.. إنها تعرف عني أكثر مما أعرف عن نفسي..
: مثلي و اتيكوس..!؟
: ربما.. إن سمحت لي جلالتك.. أريدها أن تأتي للقصر لتكون مرافقتي..
: لماذا..!؟ لديك الكثير من الخادمات.. اختارى أي واحدةٍ منهن وعينيها مرافقةً لك..
: جلالتك.. أنا أرتاح كثيراً مع نرجس وأريدها أن تبقي بجانبي..
: اسمها نرجس..
: أجل..
صمت قليلاً ثم قال: إذا كانت رؤيتها فقط كانت كافية بجعلك سعيدة.. وهي تهمك كما اتيكوس يهمني..
تظاهر بالتفكير قليلاً ثم قال: من أجلكِ.. لا مانع عندي.. ويمكنكِ تعيينها مرافقتكِ متي أردت..
: شكراً لك..في الموعد المحدد وصلت نرجس للقصر وتوجهت نحو جناح ياسَمين ، طرقت الباب ودخلت فوجدت ياسَمين جالسةً تراقب الحديقة من نافذتها، لم تنتبه لدخول نرجس فقالت لها: مرحباً.. لقد أتيت..
التفتت ناحية الصوت وعندما رأت نرجس قامت نحوها واحتضنتها: أهلاً بكِ..
: أنا جاهزةٌ لأصبح مرافقتكِ الأن..
: سأستدعي كبيرة الخادمات..
استدعت ياسَمين كبيرة الخادمات فأتت ومعها مينا وخادمةٌ أخرى، انحنت الخادمات ل ياسَمين فقالت: هذه الأنسة نرجس.. من الأن ستكون مرافقتي الخاصة..
: أمركِ سيدتي..
: مليسا.. أريدك أن تعلني ذلك في القصر، وأرجو منكِ أن تجهزي لها جناحاً بجانب جناحي لتقيم فيه.. وأيضاً أخبريها بكل ماتحتاج معرفته..
: أمركِ سيدتي..
نظرت نحو نرجس وقالت: نرجس.. اذهبي مع مليسا الأن وعندما تنتهي عودي إلى هنا.. سأنتظركِ..
: حسناً..
ذهبت نرجس مع مليسا ، دلتها على جناحها ثم أخبرتها بقوانين القصر وبعدة أشياء أخرى..
عادت نرجس ل ياسَمين وعند دخولها اتجهت نحو كرسي بجانب ياسَمين لتجلس عليه بتعب وهي تقول: لقد تعبت..
: تعبتِ..!؟
: أجل.. لديهم قوانين كثيرة في هذا القصر.. وتلك ال مليسا كيف تحفظ كل القوانين هكذا.. لم أستطيع حفظ واحدٍ منهم..
ضحكت ياسَمين وقالت: ستتعودين مع الأيام.. مليسا عاشت حياتها كلها بين جدران القصر..
: أهي كبيرة..!؟
: لا أعلم.. لكن أظنها في الأربعين..
: بالمناسبة.. ماذا عن الامبراطور..؟ ألن يمانع وجودي هنا..!؟
: لا تقلقي.. لقد أخبرته بكل شيئ..
طرق الخادم على الباب وفتحه ليدخل منه الامبراطور ومعه اتيكوس ، وقفت ياسَمين وانحنت للامبراطور فقلدتها نرجس..
: هذه صديقتكِ..؟
: أجل جلالتك.. هذه نرجس..
التفتت ناحية نرجس وقالت: جلالة الامبراطور وصديقه السيد اتيكوس..
: أهلاً بكِ في القصر..
: شكراً جلالتك..
: أهلاً بكِ..
: شكراً سيدي..
سكت الامبراطور قليلاً ثم تابع وهو ينظر ل ياسَمين : أخبري الخادمات أن يجهزن كرسي للأنسة في قاعة الطعام معنا.. سيسعدنا أن تشاركنا..
: أمرك جلالتك..في اليوم التالي شاركتهم نرجس على طاولة الافطار وكذلك الغذاء..
كانت ياسَمين جالسة تقرأ كتاباً في جناحها، دخل الامبراطور فلم تنتبه له فقال: هل تحبين القراءة..؟
استقامت ياسَمين وانحنت له وقالت: عذراً جلالتك.. لم أنتبه لدخولك..
: لا بأس.. يبدوا أنكِ تحبين القراءة كثيراً..
: أجل.. إنها هوايتي منذ كنت صغيرة..
: ما رأيك أن أخذكِ إلى مكانٍ ستحبينه أكثر..؟
: أين..!؟
أمسكَ يدها وقال: تعالي معي..
مشت معه وهو يمسك يدها إلى أن وصلت إلى قاعةٍ لم تراها من قبل، فتح الباب ودخل إلى الداخل فتبعته..
جالت بعينيها في المكان مذهولة بما ترى، كانت أمامها مكتبةٌ ضخمة برفوف عالية ومليئةٍ بالكتب المتنوعة، تجولاَ معاً بين رفوف المكتبة وهو مايزال يمسك يدها، قال: هذه مكتبتي الخاصة..
: رائعة..هل قرأت كل هذه الكتب..!؟
: ليس كلها.. ولكن أغلبها..
: إنها جملة..
: أنتِ ثاني شخص أدخله إلى هنا..
نظرت نحوه فقال: يمكنكِ المجيئ إلى هنا متي أردت.. ويمكنكِ أخذ أي كتابٍ تريدينه..
ابتسمت ياسَمين وقالت: شكراً لك..كانت نرجس تدور في ممرات القصر وهي حائرةٌ وتقول: ياالهي.. ممرات القصر متشابهةٌ جداً.. كيف يمكنني العودة لغرفتي..
سمعت صوتاً يقول لها: ألستِ الأنسة نرجس..!؟
التفتت ناحية الصوت لترى اتيكوس أتياً باتجاهها، قالت: سيد اتيكوس..
: جيدٌ أنكِ تتذكرين اسمي..
ردت بلا مبالاة: لا أعرف الكثير من الشبان في حياتي..
قال بمكر: غريب.. مع أن فتاةً جميلةً مثلكِ يجب أن تكون محاطةً بالشبان المعجبين..
: ليست جميع الجميلات هكذا.. ربما لأنني قويةٌ أيضاً يخاف الشبان مني..
: برأيي الفتاةُ الجميلةُ والقوية هي الأروع..
: على أي حال.. مالذي تفعله هنا..؟
: ربما أنا من عليَّ أن أسألكِ هذا السؤال..!؟
قالت ببساطة: لقد ضعت..
استغرب اتيكوس من اجابتها فقال: ضعتي..!؟
: أجل ضعت.. لم أعتاد على ممرات القصر بعد..
سمعت قهقهة اتيكوس الخافتة فنظرت نحوه وقالت: لما الضحك.. ممرات القصر متشابهة ومن حقي أن أضيع..
: أنا أسف.. لكنك أول شخص يضيع في القصر..
: لا يهم.. أيمكنك أن تدلني على مكان غرفتي اتيكوس..
نظر نحوها بتعجب وأعاد بتساؤل: اتيكوس..!؟
انتبهت أنها نادته من دون لقب فقالت متلعثمة: أنا أسفة.. لم أقصد ذلك سيد اتيكوس..
: لا بأس.. أعجبني أن تناديني باسمي فقط.. أناديك نرجس وتناديني اتيكوس.. ما رأيكِ..؟
نظرت نحوه لترى ابتسامته الفاتنة التي أشعرتها بالخجل، لكنها سرعان ما ابعدت هذه الأفكار عنها لتقول: حسناً.. كما تريد..
: لنذهب الأن لأعلمك كيف لا تضعين في ممرات القصر..
سار أمامها لتسير خلفه وهي لا تعلم لما نبضات قلبها تدق باضطراب.._________________________________________
رأيكم بالبارت..؟
تتوقعوا شو جديد..؟

أنت تقرأ
سحر الإمبراطورية
Romantizmماهو الحب... لطالما تسألت بينها وبين نفسها عن معني الحب... هل هو أن تحضنك أمك وتقبلك بين الحين و الأخر، أم هو أن يقلق عليك والدك إن تأخرت في العودة، هي لم تعرف والداها فكيف ستعرف الحب.. هذا ما كانت تظنه.. فارس : أعدك أنني لن أتركك أبدا وسأحبك إلى أخ...