part 13 : ايزس

55 5 8
                                    

استيقظت ياسَمين في الصباح على صوت الخادمة وهي توقظها، فتحت عينيها فشعرت بالألم في أنحاء جسدها، وقفت عن السرير فوضعت الخادمة ثوباً حريرياً على كتفيها العريتين لترتديه وتغطي به نفسها، خطت خطوتين فقالت لها نفس الخادمة: جلالتكِ.. لقد أعددنا الحمام لك وكذلك حوض الاسترخاء.. لقد أمر جلالة الامبراطور أن تشاركيه على مائدة الافطار.. موعد الافطار بعد ثلاث ساعات وستحظر كبيرة الخادمات لتشرف على تجهيزك لليوم الأول لك في الامبراطورية..
: حسناً.. أريد العودة إلى غرفتي.. أرشديني إلى هناك..
: أمرك جلالتك..
سارت ياسَمين خلف الخادمة إلى جناحها وهي تسخر في عقلها من لفظ جلالتك التي نادتها به الخادمة..

في الموعد المحدد كانت ياسَمين ترتدي أفخم الثياب والحلي لملاقاة الامبراطور، أرشدتها الخادمات إلى قاعة الطعام وعندما وصلت طرقت الباب فسُمح لها بالدخول..
دخلت فوقف الجميع لتحيتها ثم تقدمت نحو الامبراطور الذي أمسك يدها وقبلها في حركةٍ ترحيبية ثم استقام وقال لها: أهلاً بكِ في أول يوم لكِ في الامبراطورية.. سنقضي اليوم معاً وأرجو أن تستمتعي برفقتي..
: شكراً لك..
أشار لها أن تجلس في الكرسي الذي على يمينه بينما الكرسي الذي على يساره بقي فارغاً، وهو كان يجلس على مقدمة الطاولة التي كانت تحتوي على عشرين كرسي يجلس عليها بعض المقربين من الامبراطور..

بعد الافطار حضرت ياسَمين برفقة الامبراطور اجتماعاً صباحياً روتينياً عن مايخص أهم أمور الامبراطورية..
كانت تستمع لما يُقال دون أن تفهم كلمة واحدة فقد كان أغلب الحديث يتناول السياسة والجيش وماإلى ذلك..
بعد الاجتماع خرجوا في نزهة ملكية في حديقة القصر، بعدها تناولوا الغذاء وكانت فترة الظهيرة فترة للراحة تليها جلسةٌ مسائية قابلت فيها ياسَمين زوجات الوزراء وبعض النبيلات..

بعد انتهاء الجلسة المسائية كانت ياسَمين جلسةً في جناحها تفكر بصمت، دق الباب فسمحت للطارق بالدخول، دخلت كبيرة الخادمات وانحنت ل ياسَمين ثم قالت: جلالتكِ.. إن جلالة الامبراطور يطلبك في جناحه الأن..
: حسناً.. لكن أولاً توقفي عن مناداتي بلفظ جلالتك..
: لا أستطيع جلالتكِ إنها القوانين.. لا يمكننا مخالفتها..
تمتمت ياسَمين : تبا..
ثم تابعت بصوت مسموع: حسناً ناديني كما تريدين.. لكن عندما نكون في غرفتي ناديني سيدتي فقط..
: أمرك.. لكن إن سمحت لي سيدتي لا يجب أن تتأخري عن الامبراطور..
: حسناً.. لكنني لا أعرف أين يقع جناحه.. هلاَّ رفقتني إليه..
: أمرك سيدتي..
رفضت ياسَمين أن تُنادى بنفس اللقب الذي يُنادى به الامبراطور فحتي إن صارت زوجته فهو ما يزال بالنسبة لها عدوها الأول وسبب كل ماحدث لها..

طرقت الباب فأمرها بالدخول، دخلت وهي تمسك بأطراف ثوبها لتنحني له بعد أن أغلقت الباب، كان يجلس على كرسي مقابل لها وبجانبه طاولة عليها فنجان قهوة وهو يمسك كتاباً بين يديه يقرأه، قالت: طلبتني جلالتك..
أغلق كتابه ونظر نحوها وقال بنبرة ساخرة: لم تتأخري..
شعرت ياسَمين بالغيظ لكنها تمتمت لنفسها ( لا تغضبي ياسَمين.. لا تسمح له أن يستفزك.. تذكري ما قاله رامي.. كوني قوية.. ) نظرت إليه بشموخ وردت بنفس النبرة: وهل كان لدي خيار..
ظنت ياسَمين أنه سيغضب لردها وأنه سيعاقبها لردها بتلك الطريقة لكنها رأته يبتسم ببرود ويقف من كرسيه ويتوجه نحوها، قال: رائع.. انت لست جميلةً فحسب بل جريئةٌ أيضاً.. يبدو أنني سأستمتع.. صحيح أيزس..
رفعت ياسَمين أحد حاجبيها وقالت بتحدي: اسمي ياسَمين..
: لقد أمرتكِ أن تنسي كل مايتعلق بهذا الاسم.. أنتِ ايزس زوجة الامبراطور افتيموس.. فقط لا غير..
ابتسمت ياسَمين بثقةٍ كبيرة وقالت: لا تظن أنه بزواجك مني ستجعلني أنسى موطني وانتمائي.. اسمي ياسَمين وأنا انتمي لقرية (.....).. هذه أنا..
غضب الامبراطور من جرأة ياسَمين وفي لحظةٍ واحدة وجدت ياسَمين نفسها ملصقةً على الباب خلفها وهو يمسك بكلتا يديها بيد واحدة فوق رأسها ويده الأخري تمسك فكها بقوة والشرر يتطاير من عينيه، قال: أنا الامبراطور افتيموس وكلامي يُنفذ بحذافيره دون اعتراض.. فهمت..!؟ أم أنك تريدين رؤية قريتكِ الصغيرة مشتعلةً لتفهمي..
شعرت ياسَمين بالخوف يعصف بقلبها ويهز كيانها، وأيقنت أنها مهما فعلت فهي ضعيفة ولن تستطيع مواجهة الامبراطور، وأن افضل مايمكنها فعله حالياً أن تنصاع لأوامره، وألا تحاول استفزازه، وتتجنب غضبه مهما فعل حتي تعثر على نقطة ضعف للامبراطور يمكنها استغلالها..

_________________________________________

رأيكم بالبارت ( بكيت على ياسمين 😭😭 )..؟
توقعاتكم للبارتات الجاية ؟

سحر الإمبراطوريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن