مضت عدة أيام ولم يبقي على زواج فارس و ياسَمين سوى أقل من أسبوعان، كان كل واحد منهما مشغولا بالتجهيز للزفاف خلال هذا الوقت وكانت سعادتهما تزداد كلما اقترب الموعد..
لكن.. تسير الرياح بما لاتشتهي السفن.. في صباح ذلك اليوم أتي رجل للقرية وأخبر الزعيم أن الامبراطورية العظمي تخطط لغزوا القرية، وعلى أثر هذا الخبر اجتمع الزعيم مع بعض سكان القرية وفرسانها ليناقش معهم ماذا سيفعلون مع الغزو، وقد كان فارس و رامي من بين الفرسان الذين اجتمعوا مع الزعيم..
كانت ياسَمين في بيتها تنتظر فارس ليعود من الاجتماع وهي مشغولة البال، عندما عاد فارس استقبلته بقلق وسألته: ماذا حدث..؟ هل الخبر صحيح..؟
: أجل صحيح..هناك جيشٌ قادمٌ من الامبراطورية باتجاه قريتنا..
: مالذي يريدونه..؟ قريتنا صغيرة.. لما لا يتركوننا وشأننا..
: انهم يسعون للسيطرة.. يريدون ضم القرى لامبراطوريتهم..
: وماذا سنفعل الأن..؟
: لقد اتفقنا مع الزعيم أن نخرج لندافع عن قريتنا وأهلنا..
: هل ستواجهونهم..!؟
: أجل..
: لكنهم جيش كامل.. كيف ستحاربونهم..؟
: سنُكَون جيش من شباب القرية وسنخرج للقائهم.. صحيح أن جيشنا سيكون صغير لكننا سنبذل الغالي والنفيس في سبيل قريتنا..
نظرت ياسَمين بعينين حزينتين نحو فارس وسألته: وأنت..؟
نظر فارس نحو ياسَمين بنفس النظرات وقال: أنا من الفرسان يا ياسِمين.. لا يمكنني البقاء..
: ستذهب..؟
: أنا و رامي..
كان فارس جالس على كرسي و ياسَمين واقفة بعيدا عنه، اقتربت ياسَمين من فارس وجلست على ركبتيها أمامه وامسكت يده وقالت: وماذ عني..؟ هل ستتركني وحيدة..؟
رفع فارس يده الأخرى ووضعها على خد ياسَمين فوضعت ياسَمين يدها على يده وقالت: لا تذهب.. لا أريد أن أفقدك.. ابقي معي ارجوك..
قالت ياسَمين ذلك ثم نزلت دموعها على خديها فمسح فارس دموعها وقال: لا أستطيع يا ياسَمين.. إن وصل جيش الامبراطور للقرية فلن نعيش بسلام أبدا..
: لنرحل إذا.. لنهاجر من القرية..
: مابك يا ياسَمين.. مالذي تقولينه..؟
: جيش الامبراطورية قوي.. لن تستطيعوا هزيمته.. دعنا نرحل.. أرجوك فارس..
: لا أستطيع ياسَمين.. لا يمكنني ترك قريتي تواجه الخطر واهرب..
: أخشي ألاّ تعود إليْ.. أخشي أن أفقدك..
: سأعود يا ياسَمين.. سأعود.. أعدك..
سكتت ياسَمين قليلاً ثم قالت: ومتي ستذهبون..؟
: في صباح الغد.. سنجهز أنفسنا اليوم وفي صباح الغد سنجتمع ونسير نحو جيش الامبراطورية..في الصباح استيقظت ياسَمين وأعدت الفطور، وعندما استيقظ فارس تناولا الفطور معا وكانت ياسَمين صامتةً طوال الوقت..
جهز فارس نفسه ثم ارتدى درعه وحمل سيفه واتجه نحو الباب ووقف هناك ووقفت معه ياسَمين لتودعه، قال: ياسَمين.. أنا سوف...
قاطعته ياسَمين : زفافنا.. كان زفافنا سيكون في الأسبوع القادم..
بكت ياسَمين فاقترب منها فارس وضمها في حضنه وأخذ يمسح على شعرها وقال: لا تبكي ياسَمين.. قد تكون هذه أخر مرة أراك فيها.. اعتني بنفسك جيداً.. ان حدث لي شيئ.. لاتحزني.. أكملي حياتك ولاتنتظريني.. أنا سعيد لأنني أحببتك.. حبك أعطي ألوانا جميلة لحياتي..
تشبتت ياسَمين بحضنه وقالت: سأظل أنتظرك فارس.. حتي لو طال غيابك سأنتظرك.. يستحيل عليَّ أن أعيش مع رجل غيرك.. أنا أحبك فارس.. أحبك..
كوَرَ فارس وجه ياسَمين بين يديه ونظر لعينيها فبادلته النظرات ثم قبلها على جبهتها وتركها، همس لها: سأشتاق إليك..
استدار فارس ليذهب فرأي نرجس قادمة، وعندما رأته ذاهباً قالت: ستذهب أنت أيضا..؟
: أجل.. اعتني بنفسك نرجس واعتني ب ياسَمين.. ستحتاج إليك..
: أنت أيضا.. اعتني بنفسك وعد إلينا..
ابتسم فارس وأكمل طريقه، وذهبت نرجس باتجاه ياسَمين التي انهارت بمجرد أن غاب فارس عن ناظريها..
بقيت نرجس مع ياسَمين ثم ذهبتا لرؤية ميس التي لم تكن حالتها أفضل من حالة ياسَمين ، بقي الثلاثة معاً حتي المساء، وفي المساء عادت ياسَمين لبيتها وعادت معها نرجس وبقيت تنام عندها كل يوم ولم تتركها.._______________________________
رأيكم بالبارت.. ؟
توقعاتكم للبارت الجاي..؟
أنت تقرأ
سحر الإمبراطورية
Romanceماهو الحب... لطالما تسألت بينها وبين نفسها عن معني الحب... هل هو أن تحضنك أمك وتقبلك بين الحين و الأخر، أم هو أن يقلق عليك والدك إن تأخرت في العودة، هي لم تعرف والداها فكيف ستعرف الحب.. هذا ما كانت تظنه.. فارس : أعدك أنني لن أتركك أبدا وسأحبك إلى أخ...