part 15 : نزهة غذاء

47 4 6
                                    


ذهب الثلاثة في نزهة في حديقة القصر كان خلالها اتيكوس قد استلم كل الحديث عن المهمة التي كان ينجزها وكان يناقش افتيموس عن بعض الامور، و ياسَمين بقيت تتابعهما باهتمام على أمل أن تسمع شيئاً يساعدها في هدفها..
جلس الثلاثة حول طاولة الغذاء المليئة بأصناف الطعام المختلفة، جلس افتيموس في الوسط، وعلى يمينه ياسَمين ، وعلى يساره اتيكوس ، همَّ افتيموس بتناول طعامه إلا أنه لاحظ أن ياسَمين لاتأكل شيئاً فقال لها: لما لا تأكلين..؟ ألم يعجبك الطعام..؟
: لا.. لكن لا شهية لدي..
: عليك أن تتغذي جيداً حتي لاتصابي بالتعب..
: حسناً..
شعرت ياسَمين بالصداع يعود إليها مجدداً وبالوهن يغزو جسدها، أرادت أن تتماسك إلاّ أنه لم تمضي ثواني حتي أصبحت رؤيتها مشوشة ثم سقطت أرضاً، اندفع نحوها افتيموس وأمسكها بين يديه وهو يناديها: ايزس.. هل أنت بخير.. ايزس..
: مالأمر.. ماذا حدث لها..؟
: لا أدري..
وضع افتيموس يده على جبهة ياسَمين وقال: حرارتها مرتفعة..
حمل افتيموس ياسَمين بين يديه وهرع بها نحو جناحها وهو يصيح بالخدم: أحضروا طبيب القصر بسرعة..
تبع اتيكوس افتيموس نحو جناح ياسَمين ، طرق الباب ففتحت له احدى الخادمات ودخل ليرى ياسَمين ممددةً على السرير و افتيموس جالسٌ بجوارها يشد على يدها والقلق بادٍ على محياه..
بعد لحظات وصل الطبيب ودخل ليعالج ياسَمين بينما خرج افتيموس و اتيكوس خارج الغرفة، خرج الطبيب فاستقبله افتيموس قائلاً: هل هي بخير..؟
: لا تقلق جلالتك.. إنها بخير.. لقد اغمي عليها بسبب التعب والاجهاد.. عليها أن ترتاح قدر الامكان..
تنهد افتيموس بارتياح قائلاً: لقد أرحتني..
دخل افتيموس للغرفة وتبعه اتيكوس فوجد كبيرة الخادمات تضع الكمادات ل ياسَمين فقال لها: اذهبي لعملك سأهتم أنا بها..
: أمرك..
جلس افتيموس على كرسي بجوار سرير ياسَمين وأمسك يدها يقبلها ويبدل لها الكمادات بين الحين والأخر، خرج اتيكوس من الغرفة وهو مستغرب من تصرفات صديقه..
بقي افتيموس بجوار ياسَمين إلى أن فتحت عينيها مساءاً، رأت افتيموس جالساً بجانبها ويده تمسك يدها، قلبت عينيها وأطلقت تنهيدةً صغيرة فانتبه لها افتيموس : استيقظتي أخيراً..
: ماذا حدث لي..؟
: لقد أغمي عليك.. قال الطبيب أن ماحدث معك كان بسبب التعب.. عليك أن ترتاحي أكثر..
: حسناً..
: أظن أن مرافقك لي خلال اليوم تتعبك.. من الغد عليك أن تهتمي بنفسك ولا تتعيبيها..
: حسناً..
: سأتركك لترتاحي الأن.. تصبحين على خير..
قبل افتيموس جبهتها ثم غادر، أما ياسَمين فقد نزلت دموعها على خديها وهي تفكر ( ماذا أفعل.. لقد بقي معي.. وقبلني.. حتي أن معاملته لي تغيرت.. ماذا سأفعل.. يجب ألاّ أتقرب منه.. يجب أن أكرهه لا أن أتقبل وجوده في حياتي.. هو سبب موت فارس.. هو سبب كل ماحدث لي.. ساعدني يا الهي...)

عاد افتيموس إلى جناحه وبعد دخوله بقليل دُق الباب ليدخل منه اتيكوس بعد أن استأذن، وجده مستلقٍ على سريره عاري الصدر ويغطي عينيه بذراعه اليمني، اقترب منه وجلس على كرسيٍ بجوار السرير وقال: ماذا يحدث معك..؟
أزاح افتيموس يده ونظر نحو اتيكوس وسأله: ماذا تقصد..؟
: أنا أكثر من يعرفك افتيموس.. نحن لم نفترق منذ كنّا في الخامسة.. أنت لم تكن أبداً هكذا..
: مالأمر اتيكوس.. عما تتحدث..؟
: أتحدث عن ايزس.. من تكون..؟
ابتسم افتيموس ابتسامةً جانبية وقال: انها
زوجتي..
: لم أقصد ذلك.. منذ متي وأنت تهتم لفتاة ما افتينوس.. منذ متي تبقي بجانب احداهن تسهر على راحتها.. أنت لست كما تركتك منذ سنة..
قال افتيموس بصوت باهت: وكيف كنت..؟
تظاهر اتيكوس بالتفكير ثم أخذ يعدُّ بأصابعه بمرح ويقول: دعني أفكر.. كنت متعجرفاً وبارداً ولا تهتم بأحد.. كنت أشبه برجل ثلجٍ متحرك.. كنت لئيماً ومخيفاً.. حتي أنا صديقك كنت أخاف منك عندما تغضب.. كنت وحش ك .....
جلس افتيموس وهو يقاطعه: حسناً حسناً.. وصلت الفكرة.. كنت سيئاً جداً.. لقد فهمت..
ابتسم اتيكوس وقال: لا تأتي الفرصة دائماً للسخرية منك..
قهقه افتيموس بخفة فتابع اتيكوس : أخبرني من هي ايزس.. لم أراها مسبقاً في القصر ولا أظنها من النبيلات..
: لا ليست كذلك.. انها فتاة عادية..
: هل تحبها..؟
: أحبها..!؟
سكت لبرهة ثم تابع: منذ أول مرة رأيتها ارتسمت في عقلي ملامحها.. تتبعت أخبارها وعرفت عنها كل شيئ.. لم أتحمل أن تبقي بعيدةً عني لذا تزوجتها بسرعة.. ابتسامتها استطاعت أن تذيب جليد قلبي.. نظراتها تملئني بالدفء.. شفتاها.. شعرها.. عطرها.. كل شيئ بها يجعل قلبي يدق بجنون بمجرد التفكير بها.. لا أدري إن كان هذا حباً.. لكنني حقاً مريضٌ بها..
: ياصديقي.. هذا ليس حباً فحسب.. أنت تعشقها.. أخبرني متي رأيتها..؟ وأين..؟
قصصص افتيموس كل ماحدث معه على اتيكوس وهو منبهر مما يسمع، وكلما أخبره بشيئ كلما تفاجأ أكثر..
: يارجل.. لم أكن أتخيل أن تصير عاشقاً.. لكن أخبرني لما غيرت اسمها..؟
: لقد فكرت انه لا يجب أن تعلم الممالك الأخرى أنني تزوجت فتاة من احدى القرى التي سيطرت عليها حتي لا تستغل ذلك ضدي.. لذا غيرت اسمها لاسم متوارث في امبراطوريتنا..
: تفسير مقنع.. لكن.. أتسمح لي أن أتدخل في شؤونك الخاصة..
: قل..
: هل نشأت بينكما علاقة..؟ أعني.. هل زواجكما حقيقي..؟
تنهد افتيموس وقال: أجل حقيقتي.. أتصدق يا اتيكوس أنني لم ألمس فتاةً غيرها منذ زواجنا.. مع أنني الامبراطور ويحق لي ذلك إلاّ أنني لم أعد أرغب بغيرها.. حتي أن الجاريات لم يعدن يجذبن انتباهي.. أتصدق أنني أكتفي بفتاة واحدة..
: لكن.. لما أشعر أنها تحاول الهرب منك..
: صحيح..
سكت افتيموس قليلاً ثم تابع: أنا أحاول التقرب منها لكنها دائما تصدني.. لا أعرف ماذا أفعل حتي أجعلها تلين لي.. هي تراني ك امبراطور فقط..
: ربما لأنك تزوجتها قصراً..
: ربما.. أحياناً أثمن لو أنني ولدت ك افتيموس فقط.. ربما كانت ستحبني حينها..
جلس اتيكوس بجانب افتيموس وحوط بيده كتف افتيموس ليقول بمرح: هون عليك ياصديقي.. ايزس ستحبك في النهاية..
سكت قليلاً ثم قال بمكر: والأن أخبريني.. هل تملك ايزس أختاً تشبهها..
أزاح افتيموس يد اتيكوس وقام من مكانه قائلاً ببسمة: تباً لك اتيكوس.. ألا تمل من اللهو مع النساء..

_________________________________________

رأيكم بالبارت..؟
رأيكم بشخصية اتيكوس..؟

سحر الإمبراطوريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن