مضت عدة أيام دون أن يحدث أي شيئٍ جديد عدا أن افتيموس كان يزداد ثقةً ب اريك المستشار الجديد، و اريك يزداد كرهاً وغضباً تجاه الامبراطور، وأما نرجس فقد كانت تحاول تجنب اتيكوس قدر الامكان وكلما حاول التكلم معها تركته ومضت..
استيقظت ياسَمين وكالعادة اتجهت نحو مائدة الافطار ترافقها نرجس ، بعد الافطار رافقت ياسَمين الامبراطور للقاعة الرئيسية..
كان اتيكوس و اريك يناقشان بعض التقارير مع الامبراطور ويتكلمان عن بعض المشكلات، وكانت ياسَمين طوال فترة جلوسها تراقب اريك وتصرفاته وهي تفكر كم أنه يشبه فارس..
أما فارس فقد كان يسترق النظر إليها كلما وجد فرصةً مواتية، وكانت نرجس الوحيدة المنتبهة لنظرات الاثنين لبعضهما وقلبها يتألم على ماحدث معهما..
كان افتيموس يتكلم مع اتيكوس ثم نظر فجأة نحو ياسَمين وسألها: مارأيكِ ايزس..؟
استفاقت ياسَمين من شرودها في ملامح اريك على صوت افتيموس وهو يسألها فأجابت باستغراب: ماذا..!؟
: ألم تسمعي ماقلتُ لك..؟
: عذراً.. لا أشعر أنني بخير..
: اذهبِ وارتاحي..
أومأت ياسَمين برأسها موافقةً ثم نهضت من كرسيها وما إن وقفت حتي شعرت بالدوار يعصف برأسها وتحولت الدنيا في عينيها إلى سواد..
كان افتيموس ينظر إليها عندما ترنحت وكادت أن تسقط أرضاً إلاَّ أنه أمسكها وجلس بها أرضاً وهي بين يديه وهو يناديها وعندما لم تستجب له رفعها وركض بها ناحية جناحها وهو يصرخ بالخدم ويأمرهم بأن يستدعوا طبيب القصر..
ماإن تحرك افتيموس حتي لحقه اتيكوس ولحقهما فارس باستعجال..
دخل افتيموس إلى الغرفة ووضع ياسَمين على سريرها ثم أتي الطبيب وخرج افتيموس وبقيت نرجس فقط مع ياسَمين..كان افتيموس يمشي ذهاباً واياباً في أرجاء الجناح والقلق يؤرقه، وكان فارس يشد على غمد سيفه بقوة محاولاً أن يفرغ كامل قلقه فيه..
بعد مدةٍ ليست بقصيرة خرجت نرجس وقالت: جلالتك.. الطبيب يطلب حضورك..
دخل افتيموس وتبعته نرجس بعد أن أرسلت نظرةً سريعة على فارس ، بعد لحظات لحق اتيكوس ب افتيموس وتبعه فارس..
دخل فارس للغرفة ليقع نظره على وجه ياسَمين الشاحب وهي نائمةٌ على السرير و افتيموس بجانبها يمسك يدها ويحاول ايقاظها..
فتحت ياسَمين عينيها بتثاقل على صوت افتيموس يقول: كيف أنتِ..؟
ردت ببهوت: بخير..
نظر افتيموس نحو الطبيب الذي كان يجمع أدواته في حقيبته وسأله: مالخطب..؟ ماسبب اغمائها..؟
ابتسم الطبيب وأردف: تهانينا جلالتك.. جلالتها حامل..عند هذه الكلمة توقف عقلُ كل من كان في الغرفة ليبحر كل واحد منهم في أفكاره الخاصة..
نرجس.. كانت تنظر لصديقتها و فارس وتفكر كيف سيعيش كلٌ منهما بعد هذا الخبر..
اتيكوس.. كان سعيداً لسعادة صديقه أملاً أن يأتيه يومٌ يسعد فيه هكذا مع من يحب..
افتيموس.. كاد يطير فرحاً لأن الفتاة التي سلبته عقله وكيانه ستنجب له طفلاً..
ياسَمين.. كانت الصدمة تعتريها وكلمات الطبيب تتكرر في عقلها..
أما فارس.. فقد كان يقبض على يده بشدة حتي انغرزت أظافره في باطن كفه..
أكمل الطبيب: إنها في الشهر الثاني للحمل.. الشهور الأولى عادةً هي الأصعب لذا الأهم الأن أن ترتاح جلالتها وأن تتغذي جيداً..
نظر افتيموس نحو ياسَمين وأمسك يدها وقبلها وقال: تهانينا عزيزتي..
لم تقل ياسَمين شيئاً وإنما ظلت على حالها، قدم اتيكوس تهانيه لصديقه و ياسَمين ، ثم تبعه فارس وقدم تهانيه بسرعة واستأذن وخرج بحجة أن لديه عملاً، تبعته نرجس للخارج فرأته يسرع في رِواق القصر نحو جناحه، نادته: اريك..
التفت نحوها وتوقف فلحقت به حتي وصلته، بقيت تنظر إليه للحظات ثم تمتمت: لا أدري ماذا أقول..
: لا داعي لأن تقولي شيئاً..
: لكن...
: إنها زوجته في النهاية..
تابع طريقه وأكمل وهو يسير: اهتمي بها نرجس.. ستحتاجك كثيراً..

أنت تقرأ
سحر الإمبراطورية
Romanceماهو الحب... لطالما تسألت بينها وبين نفسها عن معني الحب... هل هو أن تحضنك أمك وتقبلك بين الحين و الأخر، أم هو أن يقلق عليك والدك إن تأخرت في العودة، هي لم تعرف والداها فكيف ستعرف الحب.. هذا ما كانت تظنه.. فارس : أعدك أنني لن أتركك أبدا وسأحبك إلى أخ...