part 19 :رقصة

52 4 7
                                    


وضع يديه على خصرها ووضعت يداها على كتفيه ليبدأَ بالرقص وعيون الجميع عليهما..
هو... بطول قامته وشعره البني ووسامته وسعادته بمراقصتها ومشاعره المتلهفة ودقات قلبه النابضة حباً لها..
وهي... بجسدها الممشوق وجمالها الصارخ وعيناها الساحرتان ومشاعرها المختلطة ودقات قلبها المضطربة..
هائمٌ فيها كان لا يفكر إلاّ في إسعادها..
وهائمةٌ في عالمها كانت لا تفكر إلاّ في طريقة للهرب من مراقصته.. وشتان مابين تفكيرهما..

انتهت الموسيقي ليعلو صوت التصفيق وتنتهي رقصتهما، أرادت أن تبتعد عنه إلاّ أنه جذبها نحوه أكثر، وضع شفتيه على شفتيها ليقبلها أمام الجميع، كانت قبلةً صغيرة إلاّ أنها كانت كفيلةّ بجعل ياسَمين تتمني الموت ألاف المرات..
ظلت واقفةً مكانها ولم تقل شيئاً ولم تتحرك فظن أنها خجلة لذا جرها معه نحو مكانهما ليجلسا مجدداً ويتابع الضيوف حفلتهم وهم يتهامسون حول رقصة الامبراطور وقبلته..
أما ياسَمين فقد كان داخلها يشتعل كالبركان، كانت تعتصر حرقةً دون أن تستطيع فعل شيئ..
بعد وقت بدأ الضيوف بالانصراف شيئاً فشيئاً فستأذنت ياسَمين من الامبراطور أن تعود لجناحها بحجة أنها متعبة وتريد أن ترتاح..

ركضت ياسَمين نحو غرفتها، بالتحديد نحو كرسي مرآتها، جلست عليه وأخذت تنظر لنفسها في المرآة وأخذت تتمتم ( انظري لنفسك ياسَمين.. لقد تغيرت كثيراً.. ماذا يحدث لك.. ألم تعاهدي نفسك على أن يكون الانتقام هو هدفك الوحيد.. لما تتحدثين معه.. لما تسمحين له أن يقترب منك.. لما سمحت له أن يرقص معكِ ويقبلكِ أمام الجميع..)
انهارت بالبكاء للحظات ثم مسحت دموعها وعادت للتمتمة مجدداً ( لكن ما أفعله هو الصحيح.. عليَّ أن أتقرب منه.. عليَّ أن أجعله يثق بي.. عندها يمكنني معرفة كل شيئ عنه.. والانتقام منه..)
فتحت علبة المجوهرات التي على طاولة مرآتها وأخرجت من بين المجوهرات السلسلة التي تحمل خاتم فارس ، نظرت إليها مطولاً ثم همست: سامحني فارس.. سامحني أرجوك.. أخبرني ماذا أفعل.. هل أستمر في ماأفعل..؟ أم استسلم وأعيش كما يريد الامبراطور..؟ لم تعد لدي القوة الكافية فارس.. أحن إليك كثيراً.. كثيراً فارس..
هربت الدموع من عينيها كاللؤلؤ لتجعلها تعود للماضي الجميل حيث فارس و نرجس و ميس و رامي وأهل قريتها النائية، ابتسمت وهي تتذكر كل ذلك..

دُق الباب ليوقظها من العالم الذي كانت فيه، مسحت دموعها وخبأت السلسلة وسمحت للطارق بالدخول فدخل الامبراطور وهو يمسك وردةً بيضاء بيده، وقفت من كرسيها وسارت باتجاهه فأمسك يدها اليسرى وأعطاها الوردة فأخذتها باليمني، قال لها: هذه الوردة تشبهك.. صافيةٌ مثلك..
نظرت نحوه فتلاقت عيونهما فمسح بيده على خدها وسألها: هل كنت تبكين..؟
: لا.. لم أبكي..
: أتعلمين أنّ في عينيكِ سحراً كُتب عليَّ أن أكون أسيراً له ماحييت..
ترآت لها ذكرى فارس وهو يتغزل بعينيها بنفس الكلمات.. لما الأن..؟ ولما نفس الكلمات..؟ ولما افتيموس..؟ لما يحدث كل ذلك..؟
لم تتحمل كمية الأسئلة التي اجتاحت عقلها، ولا كمية الحنين والشوق التي اجتاحت قلبها فانهارت بالبكاء..
حضنها افتيموس وهو يُقبل شعرها ويهمس لها أن تهدأ وأن تتوقف عن البكاء: مالأمر..؟ لما تبكين..؟ هل أزعجتك..؟
: لا أبداً..
: اذا مالأمر..؟ لما تبكين بشدة هكذا..؟ أخبريني..
: لا شيئ..
: مابكِ ايزس..؟ هل تعانين من شيئ ما..؟
بقيت صامتةً قليلاً ثم قالت: لا.. لكنني أخشي أن أزعجك بكلامي إن أخبرتك..
: أنت لا تزعجينني أبداً ايزس.. تكلمي..
: لقد كانت لي صديقة لا تفارقني أبداً.. وأنا مشتاقةٌ إليها جداً..
: أهذا سبب بكائكِ حقاً..!؟
: أجل.. جلالتك.. أيمكنني أن أطلب منكَ طلباً..
: ماهو طلبك..؟
: إن سمحت لي.. أريد الاطمئنان عليها..
تنهد افتيموس وقال: حسناً.. ويمكنك احضارها للقصر أيضاً إن أردت رؤيتها..
ابتعدت ياسَمين عن حضنه وهي فرحة وقالت: هل يمكنني ذلك حقاً..؟
: أجل.. لكن بشرط..
: ماهو..!؟
: ألاّ تبكي مجدداً.. تعدينني..
: حسناً..

_________________________________________

لا تنسوا التعليق ع الفقرات ❤

سحر الإمبراطوريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن