بعد عدة أيام أعلن الإمبراطور عن اجتماعٍ مغلق ومهم مع وزرائه ومستشاريه، استغرق الاجتماع عدة ساعات ثم خرج الوزراء والمستشارون كلٌ إلى عمله بينما جلس افتيموس و اتيكوس و فارس معاً في الحديقة ليكملوا حديثهم..
اتجهت ياسَمين نحوهم ترافقها نرجس ، ألقت عليهم التحية ثم جلست بجوار افتيموس وجلست نرجس بجوار اتيكوس ، قالت ياسَمين : استغرق الإجتماع طويلاً على غير العادة.. أهناك خطبٌ ما..؟
تنهد اتيكوس بملل بينما شبك يديه خلف رأسه وقال: المشاكل في طريقها إلينا..؟
استغربت ياسَمين : ماذا تعني..؟
نظر إليها افتيموس وقال: لقد نقضت امبراطورية الشرق ميثاقها معنا..
: ولماذا قد تفعل شيئاً كهذا..؟
: لا نعلم السبب بالتحديد لكن جواسيسنا أخبرونا أن الإمبراطور يخطط لأن ينشئ جيشاً متحد..
: وهل هذا خطر..
لم يقل افتيموس شيئاً فتكلم فارس وقال: امبراطورية الشرق امبراطورية صغيرة وضعيفة إذا ماكانت وحدها، لكن الخطر يكمن في اتحادها مع امبراطورياتٍ أخرى..
أكمل افتيموس : هناك أخبار تقول بأن الامبراطوريات التي تحد امبراطوريتنا تجهز جيشاً متحد لتهجم به علينا..
: وماذا سنفعل..؟
أطلق افتيموس تنهيدة صغيرة وقال: لا أدري.. لا نستطيع مواجهتم جميعاً وحدنا..
أكمل فارس : أظن أن أفضل حل أن نفاوضهم على ايقاف الهجوم..
: المشكلة تكمن في إن رفضوا التفاوض معنا..
قال اتيكوس وهو يبادل نظراته بين فارس و افتيموس ، نظر إليه افتيموس وقال: لابد أن لديهم جواسيس في الإمبراطورية يمدونهم بالمعلومات التي يريدونها..
صمت افتيموس قليلاً ثم نظر مجدداً نحو اتيكوس وقال: سنفاوضهم.. ليس لدينا خيارٌ أخر..
أنزل اتيكوس يديه ونظر ل افتيموس وقال بجدية: حسناً إذا.. سأجهز نفسي وسأختار الفرسان المناسبين وأخرج في صباح الغد نحو امبراطوية الشرق..
نظرت نرجس نحو اتيكوس وأمسكت يده وقالت: ستذهب..؟
: لا تقلقي.. مهمة كغيرها من المهمات..
: لنذهب اتيكوس.. علينا اختيار الفرسان الذين سيذهبون معك..
: حسناً..
ذهب اتيكوس مع افتيموس وبقيت ياسَمين و نرجس مع فارس وحدهم، كان فارس غارقاً في التفكير عندما نظرت إليه ياسَمين وقالت له: فيما تفكر فارس..؟
نظر إليها فارس وقال: فيما يحدث.. من الغريب أن تنقض امبراطورية الشرق ميثاقها وتتحد مع امبراطورياتٍ ضعيفة.. من المؤكد أن لديها دافعاً قوياً لذلك..
: ماذا يمكن أن يكون دافعها..!؟
: لا أدري.. لكن مثلما قال افتيموس التفاوض هو أفضل حل.. سنعرض عليهم كل مايريدون وقد ينفع ذلك..مساءً كان اتيكوس في غرفته يعد نفسه، طُرق الباب فقال: ادخل..
دخلت نرجس فنظر إليها اتيكوس وقال: كنت انتظركِ..
: هل توقعت مجيئي..
كان اتيكوس واقفاً يخرج ثيابه من الخزانة ويضعها على السرير فالتفت إليها وقال: بالتأكيد.. هذه عادتكِ قبل كل مهمة أذهب إليها..
تقدمت نرجس من اتيكوس وحشرت نفسها في حضنه فحضنها وقال: مالأمر..؟
: لا تذهب..
: إنها مهمةٌ عادية نرجس.. لا داعي لهذا القلق..
: ينتابني شعورٌ سيئ.. أرجوك لا تذهب.. لست مرتاحةً لهذه المهمة..
أبعد اتيكوس نرجس عن حضنه قليلاً وأمسك وجهها بين يديه وقال: مالأمر نرجس..!؟ لم أعتاد أن أراك هكذا..
: أخشي أن تصاب بسوء.. قلبي غير مطمئن..
: اطمئني.. سيكون كل شيئ بخير.. وسأعود من المهمة ونقيم زفافنا.. لن أدع شيئاً يوقفنا هذه المرة..
: تعدني..؟
: أعدك..
اقترب اتيكوس من وجه نرجس وطبع قبلةً على شفتيها أحست معها بالاطمئنان والدفئ يملأها..في صباح اليوم التالي استيقظ اتيكوس باكراً، نظر إلى وجه النائمة بجانبه وابتسم، خرج من الجناح فرأي خادمةً تقوم بتنظيف المكان فناداها، تقدمت الخادمة منه وانحنت قائلة: ناديتني سيدي..
: أحضري لي الفطور في جناحي وليكن لشخصين..
: أمرك..
بعد لحظات وصل الفطور، رتب اتيكوس الطاولة ووضع عليها أطباق الفطور ثم استلقي بجانب نرجس التي ماتزال نائمة وأخذ يوقظها وهو يحرك وردةً حمراء على أنفها..
فتحت نرجس عينيها فرأت اتيكوس بجانبها فابتسمت، قال لها: صباح الخير..
: صباح الخير..
قدم إليها الوردة وقال: الفطور جاهز..
أمسكت نرجس الوردة وجلست على السرير بينما قربتها من أنفها لتشمها، وقف اتيكوس من على السرير فتبعته نرجس نحو الطاولة لتتفاجأ بها..
: هل أنت من جهز الطاولة..؟
: أجل.. هل أعجبتك..؟
: أجل..
تقدم اتيكوس نحوها وسحب الكرسي لها لتجلس ثم جلس في كرسيه..في موعد الرحلة تجمع الجميع في القاعة الرئيسية، وقف اتيكوس مع افتيموس و فارس و ياسَمين و نرجس ليودعهم، حضن افتيموس صديقه ثم ابتعد وقال: اعتني بنفسك.. حاول ألاَّ تتأخر في العودة.. وإن أحسست بأي خطر فاترك المهمة..
: لا تقلق ياصديقي.. سأعود ومعي أخبارٌ جيدة..
تقدم فارس من اتيكوس وحضنه قائلا: ننتظر عودتك.. لازم الحذر في الطريق..
: حسناً..
تقدمت ياسَمين وقالت له: اعتني بنفسك اتيكوس..
: شكراً لك..
تقدم نحو نرجس ونظر لها فقالت: كن حذراً.. اهتم بنفسك وعد سريعاً..
ابتسم في وجهها وقال: سأفعل..
انحني إلى مستوى نورس الذي كان يمسك بيد أمه وبعثر شعره وقال: كن بخير يابطل..
وقف ونظر إلى نرجس فرأى الدموع في عينيها فاقترب منها وأمسك وجهها وقربه إليه وقبلها على جبهتها وقال: اعتني بنفسك..
خرج اتيكوس ليبدأ رحلته على مقدمة الفرسان الثلاثين نحو مصير مجهول.._________________________________________
هاي..
شو رأيكم بالبارت..؟
رأيكم بشخصية اتيكوس الرومانسي..؟ 😍❤
توقعاتكم للبارت الجاي..؟ ( يهمني😉 )

أنت تقرأ
سحر الإمبراطورية
Romanceماهو الحب... لطالما تسألت بينها وبين نفسها عن معني الحب... هل هو أن تحضنك أمك وتقبلك بين الحين و الأخر، أم هو أن يقلق عليك والدك إن تأخرت في العودة، هي لم تعرف والداها فكيف ستعرف الحب.. هذا ما كانت تظنه.. فارس : أعدك أنني لن أتركك أبدا وسأحبك إلى أخ...