part 11 : الوداع

52 5 3
                                    

في صباح اليوم المحدد استيقظت ياسَمين وبدأت بجمع أغراضها وهيأت نفسها لما هو قادم..
بعد أن جمعت أغراضها جلست على سريرها تتأمل البيت الذي عاشت فيه وكان شاهداً على حزنها وفرحها، أيامها الحلوة والمريرة، انتبهت إلى خاتم فارس الموجود في بنصر يمناها فخطر في بالها يوم ألبسه لها، خلعته وفتحت أحد أدراج خزانتها واخرجت منه سلسة وضعت بها الخاتم ووضعتها حول عنقها وأخفتها داخل ثيابها..

لحظاتٌ وسمعت أصوات أحصنة تجر عربة ثم توقف الصوت ودق الباب، فتحت الباب فرآت حارساً انحنى لها وقال: أنسة ياسَمين.. أتينا بأمر من جلالة الامبراطور الذي أمر باحضارك.. هل أنت جاهزة..؟
أخذت ياسَمين نفساً عميقاً ثم قالت: أجل جاهزة.. سأحضر أغراضي من الداخل وأتي..
: لا داعي لأن تحضري شيئاً.. ستجدين كل ماتحتاجينه في القصر..
: حسناً..
أغلقت ياسَمين باب البيت وبينما كانت تتهيأ لركوب العربة سمعت صوت نرجس يناديها فنظرت نحوها، رآتها تندفع إليها وتحضنها وهي تبكي فبادلتها العناق وعيناها دامعتان، قالت: أنا أسفة.. أنت صديقتي المقربة ولم أستطع حمايتك.. سامحيني.. كل مايحدث بسببي..
: لا تقولي ذلك يا نرجس.. أنت لست السبب.. الخطأ ليس خطأك..
ابتعدتا عن بعضهما قليلاً بينما بقيت يدي كلٍ منهما ممسكة بالأخرى وتشد عليها بقوة، أكملت ياسَمين : أنتِ الشيئ الوحيد الجميل المتبقي في حياتي.. بسببك أنتِ أستطيع الاستمرار.. لأجلي كوني بخير.. كوني بخير لأكون أنا بخير..
: اهتمي بنفسك صديقتي..
تركت ياسَمين يدي نرجس ومسحت دموعها، بينما أتي رامي ومعه ميس ، تقدمت ميس من ياسَمين وعانقتها وبقيت تبكي في حضنها حتي أبعدها رامي نحو نرجس لتهدئها بعد أن علا صوت بكائها ونحيبها وتقدم هم نحو ياسَمين وعانقها، بادلته العناق وتمسكت به بشدة، بقي صامتاً وبقيت هي أيضاً صامتة، لم يتكلم أي منهما وانما بقيا هادئين، وكأن كلمات العالم قد نفذت، وكأن أبجدية الحروف قد عجزت عن وصف هذا الموقف..
هو يبكي داخله ويحترق ألاف المرات بسبب عجزه عن حماية الأمانة التي تركها صديق عمره، وهي كانت تبحث في حضنه عن مأمن من غدر الزمان، كان تبحث عن خوف الأخ وحنانه، عن لهمفة الصديق، كانت تبحث عن حضن فارس في رامي..
ابتعدت ياسَمين عن رامي فرآي دمعتين هاربتين من مقلتيها فمسحهما باصبعيه الابهام وكور وجهها بين يديه وقال: لا تسمحي له أن يكسرك مهما حدث.. مهما فعل بك.. حتي وإن أخذ أغلى ماتملكين.. لا تستسلمي.. لا تجعليه يظن أنه بزواجه بكِ سيجعلك تنسين وطنك وانتمائك.. لا تستسلمي له أبدا..
: أعدك.. سأظل وفية للقرية التي ربتني ولسكانها..
تركت رامي وانسحبت نحو العربة وصعدت بها، صعد الحراس وتوجهوا نحو القصر الامبراطوري..
حدث كل ذلك على مرآي ومسمع من سكان القرية الذين بقوا يراقبون دون حراك..



سحر الإمبراطوريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن