في اليوم التالي استيقظت ياسَمين مبكرا قبل نرجس وخرجت من البيت، ذهبت للنهر وجلست على ضفته وأخذت تنظر لخاتمها مرارا وتكرارا وهي تتذكر اللحظات التي ألبسها فيها فارس الخاتم، ثم نظرت إلي المكان الذي وقفا فيه عندما ألبسها الخاتم وعندما حضنها وعندما تبادلا قبلتهما الأولى، تمتمت لنفسها: لن تعود.. كل تلك الأيام.. لن تعود.. رحل كل شيئ معك يا فارس.. كل شيئ..
لم تتمالك ياسَمين نفسها وانهالت بالنحيب والبكاء..في هذه الأثناء استيقظت نرجس وعندما لم تجد ياسَمين في البيت خرجت تبحث عنها إلى أن وجدتها تبكي عند ضفة النهر..
اندفعت نرجس نحوها وحضنتها فازداد بكائها وشهقاتها: لن يعود يا نرجس.. رحل فارس للأبد.. لن يعود..
مسحت نرجس على شعر ياسَمين وقالت تهدئها: اهدئي يا ياسَمين.. اهدئي أرجوك..
: كنا سنتزوج.. كان سيجمعنا بيت معاً.. لما حدث كل هذا يا نرجس.. لما كتب عليَّ أن أفقده..
: ياسَمين...
: لا أستطيع التصديق أنه رحل.. انتهي كك شيئ انتهي في غمضة عين..
: اهدئي ياسَمين.. لا يجوز ماتفعلينه بنفسك.. تماسكي..
: لا معني لحياتي من دونه يا نرجس.. كيف سأعيش بدونه.. كيف...
: لا تقولي ذلك يا ياسَمين.. كوني صبورة.. هيا انهضي لنذهب إلى البيت.. هيا..
عادت نرجس و ياسَمين إلى البيت، أعدت نرجس الفطور وظلت ياسًمين جالسةً وحدها، أتي رامي و ميس وجلس الجميع معاً ليتناولوا الطعام، كانت ياسَمين جالسة دون أن تتناول شيئاً من صحنها، قالت لها نرجس : لم تتناولي شيئاً يا ياسَمين.. ألم يعجبك طعامي..
: لا.. لكن لا رغبة لي في الأكل..
: لكن.. أنت لم تتناولي شيئاً منذ يومين يا ياسَمين.. ستمرضين..
: لست جائعة.. سأخرج لأتمشي..
وقفت ياسَمين واتجهت نحو الباب فوقف رامي وسبقها إليه ووقف أمام الباب مانعاً إياها من الخروج..
: ابتعد رامي..
: لن ابتعد..
: دعني أخرج رامي.. من فضلك..
: لن تخرجي مالم تتناولي شيئاً..
: لا رغبة لدي.. دعني أذهب..
كانت ياسَمين تتكلم مع رامي دون أن تنظر اليه وكانت تتحاشي أن تلتقي عيناهما، قال: انظري إليَّ ياسَمين.. هل تعتقدين أن ماتفعلينه سيعيد فارس..
نظرت ياسَمين إلى رامي فأكمل: ماذا سيقول فارس إن رأك هكذا.. هل تعتقدين أنه سيرضى بما تفعلينه..
بكت ياسَمين فتابع: أجيبيني ياسَمين.. ألن يغضب فارس إن رأى ماتفعلينه بنفسك..
: أنت لاتفهم شيئاً يا رامي.. أنا...
: مالذي لا أفهمه.. أخبريني..
اقتربت ياسَمين من رامي وأخذت تضربه على صدره وتتمتم: أنت لا تفهم شيئاً.. كان فارس كل شيئ جميل في حياتي.. والأن رحل.. هل تعرف مدى صعوبة أن تفقد شخصا كان كل حياتك.. أن تفقده بلحظة.. هل تعرف.. لم أستطيع حتي أن أودعه..
ازداد بكاء ياسَمين وارتفعت شهقاتها، فحضنها رامي وأخذ يمسح على ظهرها ويقول: ابكي ياسَمين.. ابكي واخرجي كل حزنك..
ظلت ياسَمين تبكي لفترة في حضن رامي ثم استأذنت ودخلت لتنام في غرفتها، جلس رامي مع ميس و نرجس اللتان كانتا تبكيان أيضا وتتألمان على ماحدث مع صديقتهما، قالت ميس : لن تستطيع نسيانه بسهولة..
: فارس كان شخصا مميزا لنا جميعا.. فكيف ب ياسَمين..
: حتي أهل القرية حزنوا كثيرا عندما سمعوا بموته.. ان فقدانه خسارة كبيرة للقرية وليس ل ياسَمين فقط..
: ستتألم كثيرا قبل أن تستطيع بدأ حياتها من جديد

أنت تقرأ
سحر الإمبراطورية
Romanceماهو الحب... لطالما تسألت بينها وبين نفسها عن معني الحب... هل هو أن تحضنك أمك وتقبلك بين الحين و الأخر، أم هو أن يقلق عليك والدك إن تأخرت في العودة، هي لم تعرف والداها فكيف ستعرف الحب.. هذا ما كانت تظنه.. فارس : أعدك أنني لن أتركك أبدا وسأحبك إلى أخ...