بعد زمن وصلت العربة للقصر، نزلت ياسَمين من العربة ودخلت من بوابة القصر الأمامية، استقبلتها خادمتان انحنيتا لها ثم قالت احداهما: مرحبا بك في القصر الامبراطوري.. نحن خادمتاك.. أرجو أن تسمحي لنا أن نصطحبك إلى جناحك..
رافقت ياسَمين الخادمتان إلى أن وصلتا إلى جناح ملكي، دخلت ياسَمين وبقيت واقفةً في مكانها إلى أن قالت لها احدى الخادمات الموجودات في الجناح: أنستي.. لقد أمر جلالته بأن يكون هذا جناحك الخاص.. ستبقين هنا حتي يطلبك جلالته وسنأخذك عندها إلى جناحه الخاص.. لا يسمح بالذهاب إلى الجناح الخاص بجلالة الامبراطور إلاَّ بأمر منه.. هذه هي أوامر الامبراطور وقد أمرنا أن نبلغك بها فور وصولك..
تنهدت ياسَمين فتابعت الخادمة: سنتركك وحدك الأن لكي ترتاحي من تعب الطريق، بعد ساعتين سنأتي لتجهيزك لمراسم الزواج الملكي.. أنا كبيرة الخادمات المسؤولات عن خدمتك.. إن أردت أي شيئ اطلبيني في أي وقت..
انحنت الخادمة وهي تقول: يشرفني أن أقوم بخدمتك..
انصرفت كبيرة الخادمات وبقيت ياسَمين تتأمل جناحها ثم اتجهت نحو احدى الأرائك وجلست عليها وخلعت السلسلة من عنقها وهي تتمتم: لقد بدأ عذابي الأن..على الرغم من تفاجأ جميع مَن في القصر وشعب الامبراطورية من زواج الامبراطور من فتاةٍ من خارج الامبراطورية، ورغم عدم رضاء وزراء ومستشاري الامبراطور عن ذلك إلاَّ أنه لم يستطع أحد أن يعارضه أو يتحدث معه بل اكتفوا بالصمت ومراقبة مايفعله امبراطورهم..
بعد ساعتين أتت الخادمات لجناح ياسَمين وقمن بتجهيزها لحفل الزفاف، قامت كبيرة الخادمات باختيار الثوب الذي سترتديه ياسَمين وقد كان ثوباً تقليدياً مخصصاً لزوجة الامبراطور، ثم ألبستها المجوهرات المتوارثة للعائلة المالكة، بعد ذلك أتي رسولٌ من الامبراطور وقال أن وقت مجيئ ياسَمين إلى الحفل قد حان..
كانت ياسَمين تمشي وخلفها كبيرة الخادمات تدلها على الطريق ثم من خلفها الحرس، وصلت ياسَمين إلى قاعةٍ ضخمة، أرضيتها من الرخام الأبيض وسقفها مصنوعٌ من الكريستال الملون، وأعمدتها مزينة بالخزف والحجارة الكريمة، كان يوجد بها العديد من الناس الذين يبدو من هيئتهم أنهم من الطبقة المخملية ومن المقربين من الامبراطور، كان بعضهم واقفين يتحدثون وبعضهم يحتسون المشروبات المختلفة، وبعضهم الأخر يرقصون في أزواجٍ على أنغام الموسيقي الكلاسيكية التي تعزفها الفرقة..
دخلت ياسَمين فتغيرت موسيقي الفرقة إلى موسيقي ملكية وتوقف الجميع عما يفعلونه واتجهت انظارهم نحوها..
أمر الامبراطور ياسَمين بالتقدم نحوه فمشت نحوه بخطوات بطيئة، وعندما وصلت إلى المنصة التي كان عرشه عليها انحنت له فنزل من على عرشه ونزل من المنصة حتي صار أمامها وقال: ارفعي رأسك..
رفعت رأسها فرآت يده ممتدة نحوها في حركة المقصود منها أن تضع يدها في يده
وضعت ياسَمين يدها في يده منصاعةً لأمره وبمجرد أن لمست أصابعها أصابعه أحست برعشةٍ سرت في كيانها وأحست بالعبرات تخنقها وأنها على وشك الصراخ..
ركبت المنصة وهي تتبعه ثم جلس على عرشه وأجلسها على العرش الذي بجانبه فانحنى جميع من في القاعة لهما ثم عادت الموسيقي مجدداً وعاد الحفل لطبيعته..
نظر الامبراطور نحو ياسَمين وقال بسخرية: مارأيك.. هل حضرتِ حفلاً ملكياً من قبل..
احست ياسَمين بشجاعة غريبة تغمرها فأجابت بسخرية أكبر: لا.. لكن حضرت حفلات في قريتي وهي أجمل بكثير..
ابتسم الامبراطور لرد ياسَمين الساخر فقال لها: إذا عليك أن تنسي حفلات قريتك الصغيرة وتعتادي على هذه الحفلات فأنت ستحضرين الكثير منها.. بما أنك أصبحت زوجة الامبراطور..
لم تجب ياسَمين وبقيت صامتة واستمر صمتها إلى بقية الحفل، أما الامبراطور فقد كان منشغلا بقبول التهاني والمباركات من حضور الحفل..
تمت مراسم الزواج وانتهى الحفل، أمر الامبراطور أن تأخذ ياسَمين إلى جناحه الخاص وتبقي معها كبيرة الخادمات حتي ينتهي من الحديث مع بعض ضيوفه..
أخذت الخادمة ياسَمين إلى جناح الامبراطور ثم ادخلتها إلى غرفته وأجلستها على احدى الأرائك، كانت ياسَمين ترتجف من الخوف وهي تقبض على يديها بشدة وتهز رجلها اليمني بوتيرة سريعة..
مرت دقائق كانت ك ساعاتٍ طويلةٍ على ياسَمين حتي فُتح الباب ودخل الامبراطور، توجه نحو الأريكة التي تجلس فيها ياسَمين وجلس بجانبها، ثم أمر الحراس والخدم قائلاً: ليخرج الجميع..
خرج الجميع وبقي الامبراطور و ياسَمين وحدهما فازداد خوفها وارتعاشها حتي لاحظ الامبراطور ذلك، وضع يده أسفل ذقنها ورفع وجهها نحوه وقال: انظري إليْ..
رفعت ياسَمين بصرها نحوه فقال لها مبتسماً: لا داعي للخوف مني.. أنا بشر ولست وحشاً..
كانت ابتسامته صافيةً وجميلة على عكس ابتسامته في القاعة، ارتبكت ياسَمين من تصرفاته فبقيت تحدق به باستغراب حتي أزاح يده عن وجهها وقال: ياسَمين.. هذا اسمك..
تمتمت ياسَمين بارتباك: أجل..
قال: انسي كل ماضيك وكل مايتعلق ب ياسَمين.. من الأن وصاعداً ستكونين الامبراطورة أيزس فقط..
صدمت ياسَمين مما قاله الامبراطور وما يعنيه إلاَّ أنه لم يعطيها وقتاً للتفكير أو الإعتراض فقد وجدته يمسك يدها ويسير بها نحو السرير لتعود إلى واقعها وتصدق حقا أنها صارت زوجة الامبراطور.. ولا يوجد مهرب..._________________________________________
رأيكم بالبارب ؟

أنت تقرأ
سحر الإمبراطورية
Romanceماهو الحب... لطالما تسألت بينها وبين نفسها عن معني الحب... هل هو أن تحضنك أمك وتقبلك بين الحين و الأخر، أم هو أن يقلق عليك والدك إن تأخرت في العودة، هي لم تعرف والداها فكيف ستعرف الحب.. هذا ما كانت تظنه.. فارس : أعدك أنني لن أتركك أبدا وسأحبك إلى أخ...